هكذا هي الحياة تسير بسرعة فائقة كالبرق دون أن تقف عقارب الزمن فيها لحظة واحدة لتنتظرنا نرتب بعض أوراقنا المبعثرة، أو نتذكر بعض ذكرياتنا الجميلة لا يعنيها هذا كله، فهي ماضيةٌ ولا تنتظر أحداً مهما بلغ من القوة وامتلك من الثروة، ولا تكترث لأحدٍ ولا يستطيع أن يقف بوجهها أحد تلك هي الدنيا، يظن البعض أن السعادة تكمن في الزواج وإذا وصلتْ لمرحلة عمرية ما هذا يعني أنك تعيش بؤسا ومقتا، فماذا يعني مثلاً أن تصل إلى سن الثلاثين دون ارتباط؟ هذا السؤال يحتاج لتأمل وتدبر وتفكر عميق ولعشرات المجلدات لإجابته بدقة، والناس من حوله تبدأ بوضع علامات الاستفهام وتطرح أسئلة مبطنة لا تكاد تجد لها إجابة في الذهن وتستغرب مندهشاً منها ثم تلوي عنقك وتضغط بشدة على السيجارة وتأخذ نفساً عميقاً مع رشفةٍ من فنجان القهوة لتسأل نفسك متهكماً: ألهذا الحد وصلوا بأن يُسوِّقوا الإشاعات جزافاً وبلا دليل في قضية لا تخصهم ولا تعنيهم من حيث المبدأ.