تُظهر الرحلات أهمية نقل تفاصيل الحياة الفكرية، خاصةً مع كون العلم هدفًا رئيسيًا لها. فقد تحدث الرحالة عن حلقات العلم في المساجد، والزوايا، والخوانق، والمكتبات، والبيمارستانات، ثم في المؤسسات التعليمية المستقلة. اطلع ابن عربي على علم الكلام، وأصول الفقه، ومسائل الخلاف من خلال هذه المجالس. جمع الرحالة حصيلة من الرواية، والسماع، والقراءة، وحصلوا على إجازات متنوعة، ووثّقوا رحلاتهم بأسماء مصنفات في الفقه، والحديث، والأدب، والحكمة، والتصوف، واللغة، والشعر من البلاد التي زاروها. تُبرز رحلة البلوي الجوانب المعرفية والنشاط العلمي في بيت المقدس، حيث التقى بالعلماء والأولياء. يصف القلصادي زيارته لتونس، مشيرًا إلى المدارس، وأنواع العلوم، والشيوخ الذين تعلم منهم، ووفرة العلم في المساجد والمدارس. نقلت رحلات، كـ"تمهيد الطالب ومنتهى الراغب"، تفاصيل عن غرناطة، وتونس، وتلمسان، وطرابلس، والمغرب، والقاهرة، والحرمين الشريفين، بالإضافة لوصف الغربة. يُعبّر ابن سعيد المغربي عن وحشة الغربة في مصر، مُقارنًا إياها بجمال الأندلس، مُبينًا بذلك معاناة الرحالة بعيدًا عن أوطانهم رغم بحثهم عن العلم والحج.