تُعدّ عملية الإرشاد المهنيّ عمليةً مُتكاملةً تعتمد على خطة إرشادية مدروسة وامتلاك المرشد لوسائل فعّالة. يتطلّب المرشد المهنيّ الفعّال صفاتٍ أساسيةً كالإهتمام والاحترام والإصغاء الجيّد والتعاطف والحياد وقدرة التحليل، بالإضافة إلى الوعي الذاتيّ. يحتاج المرشد أيضاً إلى مهاراتٍ أساسية كإجراء المقابلات والتحليل المهنيّ، والمعرفة بموارد المجتمع والمهن، ومتطلبات التوظيف، وقوانين العمل، وحلّ المشكلات، والاتصال الفعّال، وتحديد الأولويات، وتحفيز الأفراد، والسيطرة على المواقف غير المتوقعة. يتضمّن ذلك كفايات إدراكية (فهم الذات والمجتمع)، ومهنية (تحديد الاحتياجات والأهداف وتقديم الخدمات)، ومعرفية وثقافية (القاعدة المعرفية ودراية في العلوم المختلفة)، وشخصية (المظهر، التعاون، الاحترام، الذكاء الاجتماعي)، ونفسية (التوافق النفسي والثقة بالنفس)، وفنية (التخطيط وإجراء البحوث)، وسلوكية (أخلاقيات الإرشاد والمسؤولية). يجب تجنّب الأخطاء الشائعة كالنصح المباشر والشرح المُسهب والأمر والمنع، وبدلاً منها التركيز على إتاحة الفرصة للمسترشد للتعبير عن مشكلته. تتضمن الأنشطة الفعّالة سرد قصص حول المهن، وزيارة المؤسسات المهنية، وتمثيل الأدوار، وعرض الصور، ورسم شخصيات مهنية، وكتابة تقارير، وفحص الميول المهنية، وتزويد المنتفعين بمصادر معلومات دقيقة. يقوم المرشد المهنيّ بدورٍ مُحوريّ عبر سبع مراحل: التعرف على المسترشد، استيضاح الأمور الذاتية، ربط عالم المهن بالذات، ملائمة الاعتبارات الشخصية، بناء خطط التنفيذ، مواكبة التنفيذ وتقييم العملية. يهدف الإرشاد إلى زيادة وعي المنتفعين بميولهم وقدراتهم، وتعريفهم بقيمهم المهنية، وتدريبهم على تصنيف المهن بسرعة.