في زحام الحياة وتعدد الأفكار والمعتقدات واختلاف الأذواق، التسامح: لغة القلوب الراقية التسامح هو أن نغفر حين نستطيع أن نعاقب، وأن نفهم حين لا يُفهم الآخر، وأننا جميعًا نحمل في قلوبنا ما يستحق أن يُسامَح. فكما قال المهاتما غاندي: "الضعيف لا يمكنه أن يسامح، فالمسامحة شيمة الأقوياء. تُبنى العلاقات على الاحترام، وتُحلّ النزاعات بالحوار، وتُقابل الاختلافات بالفهم، وهنا تكمن قوة التسامح في قدرته على احتواء التعددية، وتحويلها من سبب للانقسام إلى مصدر للثراء الثقافي والإنساني. التسامح والتماسك المجتمعي إن المجتمع المتسامح أشبه بالبنيان المرصوص؛ وكل خلل فيه يُرمم بالحكمة لا بالانتقام. التسامح يُطفئ نار الفتن قبل أن تشتعل، تزدهر القيم الإنسانية: تُفتح أبواب الحوار، ويشعر كل فرد بأنه مُعترف به، الاحترام المتبادل ثمرة التسامح من رحم التسامح يُولد الاحترام. نُعلن للآخر أننا نراه إنسانًا قبل كل شيء. وهكذا تُبنى المجتمعات على قاعدة من الثقة المتبادلة، بل قوة أخلاقية راقية تصنع مجتمعات متماسكة ومزدهرة. هو الجسر الذي نعبر به فوق خلافاتنا نحو مستقبل أكثر وئامًا وإنسانية. وإذا أردنا أن نبني عالمًا يسوده السلام، فلا بد أن نبدأ من أنفسنا، ونزرع التسامح في بيوتنا ومدارسنا، ومن خلاله نمنح للحياة وجهًا أكثر إشراقًا.