كيف تتعامل عمان مع تراثها الحضاري القديم الذي يشمل أيضا الموسيقى ؟ تشكل الموسيقى جانبا متغلغلا في كافة دروب الحياة العمانية إذ يمكن أن تجدها مصاحبة للعمل وفي مناسبات الأعياد و أثناء لهو الاطفال و في الاحتفالات الدينية ، و هكذا يمكن القول أن الموسيقى تصاحب العماني في مختلف مجالات حياته : إضافة إلى أن الإعداد لتلك المهام على البر تكون مصحوبة بالغناء أيضا و من هذا الكنز الحضاري لأغنيات رجال البحر يذكر أغنية تعرف باسم المديمة ، و مما يشد الانتباه أن الشباب يشاركون في هذا العمل الموسيقي على الرغم أن بعضهم لم يعد يستهويه عمل البحر . و لقد كانت الرحلات البحرية عادة ما تتعرض للمخاطر خلال أشهر الإبحار و في اليوم الذي تعود فيه السفن سالمة كانت القرية بأسرها تخرج للاحتفال و الموسيقى كانت جزءا من هذا الاحتفال ، من خلال فن الشبانية و هو غناء يؤدى مع الرقص للترحيب بالبحارة العائدين لذلك كان فن العيالة معبرا عن هذا الجانب حيث تسمع في هذا الفن إلى جانب الطبول و الصنوج صيحات الرجال التي تعتبر سمة أساسية في هذا اللون و يفترض أن تثير الشجاعة والحماس . ومن أقدم الأنماط الموسيقية التي تم توثيقها في مركز عمان للموسيقى التقليدية هو احتفال الرزفة البدوية حيث يفضل البدو عدم استخدام الآلات الموسيقية بل يصطف المغنون أمام خيامهم بعد غروب الشمس صفين و يؤدى كل صف دوره في الغناء بالتناوب . و من الفنون العمانية القديمة فن الباكت و هو على وجه التحديد عرض عرائس ، حيث يقوم الراوي بالغناء منفردا تصاحبه الآت إيقاعية مختلفة وتصفيق بينما يقوم المتفرجون بترديد ما يغنيه .