أدت عدة قضايا رئيسة إلى اندلاع الحرب الأهلية الأمريكية (1860م): أولها قضية الرقيق، حيث ازداد عدد الرقيق المستقدمين من أفريقيا، مما خلق تبايناً حاداً بين الولايات الجنوبية التي اعتمدت على الزراعة بالرق، والولايات الشمالية المناهضة للرق. قسم هذا الخلاف الولايات إلى معسكرين: الأول مؤيد للرق لأسباب اقتصادية ودينية، والثاني معارض له لأسباب إنسانية وأخلاقية. شهدت هذه الفترة إلغاء للرق تدريجياً في بعض الولايات الشمالية، بينما تمسك الجنوب به بقوة بسبب ازدهار زراعة القطن والسكر والتبغ. بلغ عدد الرقيق عام 1850م أكثر من ثلاثة ملايين، مكونين نسبة كبيرة من سكان بعض الولايات الجنوبية. أدت ضغوط الشمال على الجنوب لتحرير الرقيق إلى تهديدات بالانفصال، وتفاقم الموقف مع انضمام ولايات جديدة للاتحاد. ثانياً، قضية تكساس: شجعت المكسيك في البداية هجرة الأمريكيين لتكساس، لكنها غيرت سياستها لاحقاً خشية سيطرتهم. أدى ذلك إلى ثورة تكساس ضد المكسيك (1836م)، وحصولها على استقلالها. تردد موقف الولايات المتحدة تجاه تكساس، حيث أيد الرئيس جاكسون ضمها، لكن الولايات الشمالية عارضت ذلك بسبب الرق. أُعلنت تكساس دولة مستقلة عام 1837م، ثم انضمت للولايات المتحدة عام 1845م تحت ضغط الجنوب، مما زاد من الخلافات حول الرق. أدى ضم تكساس إلى حرب مع المكسيك، وانتهت الولايات المتحدة منتصرًة، مما أضاف كاليفورنيا وأراضٍ واسعة للولايات المتحدة، وزاد من حدة الخلافات حول الرق. ثالثاً، تفوق الشمال اقتصادياً وعسكرياً على الجنوب، مما أوجد لدى الجنوب نزعة انفصالية خوفاً من سيطرة الشمال. رابعاً، اختلافات اقتصادية: كانت الولايات الشمالية صناعية وتجارية، بينما كانت الجنوبية زراعية تعتمد على الرق. أراد الشمال حماية صناعته بفرض جمارك عالية، بينما عارض الجنوب ذلك لحماية مصالحه الزراعية. أدى هذا إلى تباين في الرؤى الاقتصادية وسبل التنمية. فاقم كل هذه الخلافات اختلافات في عدد السكان وتقدم الشمال، مما أدى إلى اندلاع الحرب الأهلية.