بدأت سورة الكهف بمفتتحها بحمد الله عز وجل الذي أنزل القرآن الكريم على محمد صلى الله عليه وسلم، عادلاً في كل ما جاء به من الشريعة والأحكام، قال ابن كثير في تفسيره: بَلْ يَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، بَيِّنًا وَاضِحًا جَلِيًّا نَذِيرًا لِلْكَافِرِينَ وَبَشِيرًا لِلْمُؤْمِنِينَ؛ فَقَالَ: ﴿وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا﴾ أَيْ: وَإِنَّا لَمُصَيِّرُوهَا بَعْدَ الزِّينَةِ إِلَى الْخَرَابِ وَالدَّمَارِ، والاختبار والابتلاء من سنن الله عز وجل في هذه الحياة الدنيا وقد جعله الله عز وجل لكل المكلفين من الإنس والجنّ، بما وهبه الله عز وجل لهم من العقل الذي هو مناط التكليف، وتثبت قلوبهم على الشهادتين؛ شهادة ِ أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمداً رسول الله وتأتي الآيات والسور المكية على قصص السابقين من الصالحين ومصيرهم والكافرين ومصيرهم ليتربى المؤمنون على معرفة مصير من اطاع الله عز وجل ومن عصاه وبالتالي تدرك عقولهم أهمية الثبات على الحق والإيمان. وتركز على القيم الأخلاقية وبناء الإيمان والخلق الحسن في نفوس المؤمنين ليتحملوا الابتلاءات التي ابتلوا بها في بداية الإسلام والعذاب الذي كانت قريش تنزله بهم. ولمّا هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كانت الآيات المدنية تنزل طويلة تخاطب إيمانهم بيا أيها الذين آمنوا وتنزل بالتشريعات والأحكام والعبادات من الصلاة والصيام والزكاة والحج، وتوضح لهم كيفية التعامل مع أهل الكتاب من اليهود والنصارى والأمم الأخرى وكذلك كيفية مواجهة خطر المنافقين.