أحوال مصر في ظل الغزو الفارسي ( 619 - 629 م ) في عام 602 حدث انقلايا عسكريا بالقسطنطينية بزعامة القائد البيزنطي فوفاس الذي تمكن من عزل الإمبراطور الشرعي موريس وحكم عليه بالإعدام، إلا أن هذا لم يتحقق بسبب وصول الفرس على ضفاف النيل عام 618 أو 619 وأصبح زعماء الكنيسة الخلدونية المينوفيزيتيين في مأزق خلال الحرب بين فوقاس وهرقل وبسبب تلك الحرب ارتخت يد بيزنطة على مصر وأصبحت سلطتها هشه وضعيفة الأمر الذي جعلها فريسة سهلى في يد الفرس للاستيلاء عليها ، ولا شك في أن الانقلاب الذي حدث بالقسطنطينية كان سببا رئيسيا في مجئ الفرس إلى مصر ودافعا حفزهم على احتلال الأراضي الإمبراطورية الرومانية الشرقية ) بيزنطة ) بداية من عام 603م لأن الإمبراطور موريس الذي تم اغتياله كان حليفا قويا للفرس وصاحب فضل على كسري فارس في استعادة عرشه وملكه ، لذلك جهز الملك الفارسي حملة عسكرية للانتقام من القتلة بمجرد سماعه نیا مقتل موريس ، وزادت التوترات حدة بين الإمبراطورية البيزنطية والفرس، و القدس 614م ، وخللدونية 615م ثم تقدموا صوب العاصمة القسطنطينية وبعد اربع سنوات سقطت الاسكندرية وبحلول عام 620 م سيطر الفرس على مصر بأكملها . وذبحهم للرهبان وكان من أشهر الحكايات التي رويت قيام الفرس يذبح راهب في دير الزجاج غرب الإسكندرية ، كما أشار بتار إلى تدمير الأديرة المصرية على يد الفرس والمعاملة السيئة التي لاقاها المصريين آنذاك . إذ سعت إلى الحفاظ على استقرار الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والدليل على ذلك إبقاء الإدارة الفارسية على نفس النظم البيزنطية السابقة خاصة في النواحي الإدارة والمالية، وجمع الضرائب وحسبما تشير البرديات التي ترجع إلى القرن السابع الميلادي، فإن نظام الضرائب ظل يسير على نفس نهج البيزنطيين ولم يتغير ، كما شجع الفرس التجارة لاسيما تجارة الحبوب المصرية القديمة ومنعوا القمح الذي كان يذهب إلى القسطنطينية واستولوا عليه غير أن انتصار المونوفيزتيين لم يستمر طويلا بعدما استرد هرقل مصر من قبضة الفرس عام 629م - فقد نجح الإمبراطور هرقل في إحراز انتصارات كبيرة على الجيوش الفارسية واسترد على إثرها مصر التي عادت من جديد تدور في فلك البيزنطيين ، و زادت قبضة الإمبراطور البيزنطي على الكنيسة المصرية ورجالها إذ وضعت كل ثروات و أموال الكنائس المصرية تحت تصرف الإمبراطور في محاولة لمساعدته في تمويل حملته الصكرية الدينية ضد الفرس ، المجوس، وفي أعقاب تلك الأحداث حاول هرقل رد الجميل للكنيسة المصرية فأعاد إليها رجال الدين المونوفيزيتين فعين رجل دين من القوقاز يسمى كيروس بطريركا على كنيسة المصرية أملا في الوصول إلى التوافق الديني بين كنيستى القسطنطينية والاسكندرية كما توصل إلى حل وسطا لنبذ الخلافات بالاتفاق مع بطريرك القسطنطينية وهو مذهب " المشيئة الواحدة " الذي يؤكد على المشيئة الواحدة للمسيح وهي كلمة يونانية تعنى " إرادة واحدة " ويعنى ذلك اتحاد اللاهوت والناسوت في سيدنا المسيح عليه السلام، وعلى الرغم من قبول البعض لهذا الحل الوسط إلا أن غالبية الشعب المصري رفض رفضا قاطعا مذهب المشيلة الواحدة وتزايدت شكوكهم تجاه اى حل يقدمه الملكانيين وهناك مصدر قبطى يعود للقرن التاسع الميلادي بعنوان " سيرة حياة صموئيل القلموني الرهبانية " يصف فيه محاولات كبروس فرض سلطته على الكنيسة خاصة بعد رفض صموئيل مرسوم الامبراطور هرقل الخاص بمذهب المشيئة الواحدة، فأمر كيروس جنوده بجلد صموئيل وعلقوه وعذبوه وفقعوا عيينيه ثم طرد إلى جبل القلمون بالفيوم ثم اعادوا سجنه مرة أخرى ونال عذاب آخر ، وفي نهاية المطاف نال صموئيل اكليل الشهادة ، ومجموعة سير الشهداء المعروفة باسم السنكسار القبطى مليئة بقصص الشهداء وضحايا الاضطهاد الابرياء منم ميناس اخو البطريرك بنيامين . أحوال المسيحيين في مصر تحت الحكم الإسلامي : نجح العرب المسلمون في فتح مصر وتخليصها من قبضة الإمبراطورية البيزنطة وضمها إلى الدولة الإسلامية عندما دخلها عمرو بن العاص عام 640م في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فكان عمرو بن العاص على دراية أحوالها وثرواتها وغيناها لانه زرارها كثيرا بفرض التجارة ولمس جوانب كثيرة من أحوال أهلها ، فوصلها بجيش مكون من أربعة آلاف رجل و عبر بهم من الشام إلي العريش ، و مر ببئر المساعيد حتي انتهي إلي الفرما و هي ميناء صغير علي البحر يسمي عند الروم و تقابل هناك مع حامية رومية ودار قتال شديد بينهما حتي انتصر المسلمون، ثم واصلوا السير إلى داخل مصر حتي وصلوا إلي بلبيس في دلتا مصر في مارس 640م و فيها تقابل جيش المسلمين مع جيش الروم للمرة الثانية بقيادة الذي سماه العرب أرطبون، فارسل عمرو بن العام يطلب مدداً من الخليفة عمر بن الخطاب وصل العدد قوامه أربعة آلاف رجل و علي رأسهم أربعة من كبار الصحابة هم الزبير بن العوام و مسلمة بن مخلد و عبادة بن الصامت و المقداد بن الأسود، فتسني لعمرو بن العاص ترتيب صفوفه و اتجه الملاقاة جيش الروم الذي كان يقدر ب 20 ألف جندي وتقابل الجيشان في موقعة غيري في عين شمس عام 640 م وانتصر عمرو بن العاص انتصاراً كبيراً وفر من بقي من جيش البيزنطيين إلى داخل حصن بابليون ثم توجه عمرو بن العاص ببيشه إلى حصن بابليون و حاصره لمدة سبعة أشهر فأرسل المفوض حاكم مصر البيزنطي إلى عمرو بن العاص وفدا يفاوضه و يعرض عليه مبلغاً من المال نظير عودة المسلمين لبلادهم ومغادرة مصر، ولكن الحامية رفضت وكذلك الإمبراطور البيزنطي هرقل الذي قام يعزل المقوقس عن حكم مصر، و في أبريل 641 و استطاع الزبير بن العوام تسلق سور الحصن و معه نظر من جند المسلمين وكبروا، فظن الروم أن العرب قد تجحوا في اقتحام الحصن فتركوا أبواب الحصن و هربوا إلى الداخل، فقام المسلمون يفتح باب الحصن، لذا اتجه عمرو مباشرة بجيشه إليها وفرض عليها حصار بري استمر لمدة أربعة أشهر، ولكن هذا الحصار لم يكن مجدي يسبب التصالات المدينة ببيزنطة عن طريق