قضية الانتحال ليس كل ما يُنسب للشعراء الجاهليين وغيرهم يكون لهم على وجه الحقيقة، فكثير من الشعر الجاهلي مفتعل مصنوع لا خير فيه، فابن سلام يؤمن بالتخصص فالشعر صناعة وثقافة ولا يؤخذ من غير المتخصصين. ولا علم له بالشعر، فكتب لهم أشعارًا وهو في الحقيقة ليس بشعر . وقد وقع الانتحال أيضًا في الأنساب، فالذي يرجع إلى كتب الأنساب يجد أن النشابين ينسبون الرجل إلى آدم وهذا يستحيل عقلا، وبشكل قاطع يرفض ما فوق "عدنان" من أنساب العرب، لأنها أسماء لم تؤخذ إلا عن العرب، فلم يرتضه ابن سلام، وكذلك شكك في الروايات التي تحدد اسم أول من تكلم بالعربية . معالجته لقضية الانتحال كانت معالجته لقضية الانتحال معالجة هادئة علمية، وأقر القائلين بأن أغلب الشعر الجاهلي منتحل، قال ابن سلام: " وفي الشعر المسموع مفتعل موضوع كثير لا خير فيه ولا حجة في عربيته ولا أدب يستفاد. ولا مديح رائع ولا هجاء مقذع. أن الرجل كان يقدر دور الكلمة، والشهرة غاية، وهذا الكلام فيه إشارة إلى طه حسين، الذي شكك في الشعر الجاهلي كله في كتابه في الشعر الجاهلي»، وشكك في أشياء أثبتها القرآن، * تعرض لقضية نشأة الشعر العربي، وذكر أنه بدأ بأبيات قليلة - مقطوعات، لأن الشعر في ذلك الوقت كان ناضجا، المعلقات، فالشعر العربي أقدم مما ذكر. * ذكر أن بداية الشعر الناضج كان في قبيلة ربيعة، والدليل على ذلك الاستقراء. قضية تقسيم الشعراء أخلاقيا وقسم الشعراء من ناحية أخلاقية إلى قسمين: ويتأله ويبتعد عن الفحش والهجاء. لأن النظر هو النظر من معيار الأدب والفن، قضية نشأة النحو: تعرض لمسألة النحو، فتعرض لمسألة نشأة النحو وانتشاره وتطوره والدواعي التي دعت إلى تأليفه، ثم ذكر أن ابن أبي إسحاق الحضرمي أول من بعج النحو أي توسع فيه، وكان معه الإمام أبو عمرو البصري الذي كان أوسع الناس علما بكلام العرب ولغاتهم وغريبها.