وقد تكون مظهراً من مظاهر الصحة النفسية لتصريف الطاقة الزائدة , غير أن هناك ظاهرة خطيرة بدأت تتفشى في بعض المؤسسات التعليمية العربية , وأعني بها ظاهرة الشغب المنظم , والتي تهدف إلى القيام بأعمال سلبية جماعية . ثم إن اهتزاز سلطة المعلم بسبب ضعف إعداده , التي لم تعد تكفي في كثير من الأحيان لسد احتياجاته الأساسية , خاصة إذا كان أحد الطرفين حازماً , وسرعة تأثر الطلاب بها وانجذابهم إليها , الأمر الذي أدى إلى نوع من التحفز المؤدي إلى نوع من الشغب . ولن يتم التغلب على هذه المشكلة إلا بإفساح مجال الاختيار الواعي الموجه أمام الطلاب لدراسة العلوم التي تستهويهم في سن مبكرة . وبوجه عام فإنه يمكن رد حوادث الخروج على النظام إلى المسببات الآتية : - انعدام الصلة بين البيت والمدرسة . فكيف السبيل لاجتناب ذلك ؟ وكيف السبيل لمعالجة الخلل إن حصل ؟ يقع على عاتق المدرسة مهمة غرس اتجاهات سليمة لدى تلاميذها نحو العلم والوفاء والتعاون والكرم والعطف على الفقراء , واحترام حقوق الآخرين , فيأخذ مكانه بين مجموعة من الأصدقاء يودها وتوده , ثم إلزام التلاميذ بالخضوع لها , فيتجه إليه الطلاب اتجاهاً كلياً , وذلك بتطهير المجتمع المدرسي من كل القضايا التي قد تكون غير واضحة الاتجاهات والمعالم , إن كون الصف قريباً من هذين العددين يجعل المجموع التربوي بمختلف علاقاته النفسية المتعددة مفككاً( ميدسي 1983) ذلك لأن العدد القليل من التلاميذ في الصف يسمح لكل طالب منهم أن يحيا جو التعاطف والطمأنينة الذي لا غنى عنه لتحقيق الصحة النفسية التي ننشدها له . وهذا ما يحدث عادة لأكثر التلاميذ الخاضعين لنظام متسلط وخاصة في مدارس المدن المكتظة بالطلاب . ومن هنا نرى اضطرابات في تصرف الطلاب مرجعها التوتر النفسي عندهم كالمعارضة والحزن العميق والثورة والاضطراب العصبي والرجفة وكراهية العمل المدرسي والخوف أو عداوة المدرسة والمعلمين والكذب والسقوط في عدة مواد , وعدم استقرار القوى النفسية " (ميدسي 1983) وتمكينه من توظيف علم النفس في التعامل مع مشكلات الطلاب السلوكية , كذلك فإن نظرة التلميذ إلى معلمه قد تتأثر بنظرة والده أو نظرة المجتمع الذي يعيش فيه إلى المعلمين عامة [3]. وما أروع أن يجنّب الوالدان أطفالهما رؤية كل ما يشين كالنفاق والرياء , - الحرص على سلامة العلاقة الزوجية بين الوالدين الأمر الذي يهيئ للأطفال جواً خالياً من التوتر . وإن أفضل طريقة للتعامل مع هؤلاء هي التسلح بالصبر وسعة الصدر , أهمية حل مشكلات الطلاب قبل استفحالها : 1- إن إيجاد جو من الألفة والانسجام بين المعلم وتلاميذه يشجع على المبادرة للإفضاء بمكنونات أنفسهم لمعلمهم , وعلى المشكلات التي يعاني منها , 4- تدريب المعلم أثناء الخدمة عامل مهم في إنجاح مسعاه لتخليص تلاميذه من مشكلاتهم . فإذا ما فشلت كل الوسائل لتجنيب الطفل الوقوع في المحظور , ولأن علاقة المعلم بطلابه يجب أن تظل بعيدة عن كل ما يمكن أن يعكر صفوها , وفي حالة حدوث مشكلات مستعصية يقوم بتحويلها إلى الاختصاصي الاجتماعي الذي يجب أن يكون مؤهلا للتعامل معها , 1- العقاب النفسي : ويكون بضرب التلميذ ضرباً مؤلماً غير مؤذ لتنفيره من تكرار سلوك غير مرغوب قام به الطفل عن قصد , وهذه تنسحب على طرد الطالب من الحصة , إذ لا يجوز إخراج الطالب من الحصة إلا إذا ثبت بما لا يدع مجالا للشك بأنه لن يستقيم , وبصبر و أناة دون اللجوء إلى العنف . وقد شرح ابن مسكويه الطريقة التربوية في التعامل مع مشكلات الأطفال فقال : ومن الحكمة أن " يمدح ( الطفل ) بكل ما يظهر منه من خلق جميل , وهان عليه سماع الملامة في سبيل ركوب القبائح من اللذات التي تدعوه إليها نفسه " (زيدان 1990) كما ينبغي أن يتخذ في ملامح وجهه ولهجة كلامه الهيئة التي تثير هذه الانفعالات كلما اقتضى الأمر " [11] .