بسم الله الرحمن الرحيم الصلاة و السلام على أشرف خلق الله أجمعين سيدنا و نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين أما بعد، أكتب لكم مقدمة بحثي المتواضع و الذي يحمل عنوان (الموشحات وشعراء التروبادور ) و أعتمدت في هذا البحث على مقارنة بين الموشحات والشعراء التروبادور وكيف تأثيرهم لتروبادور ، و بعد الإطلاع على الدراسات السابقة حول الموشحات وشعراء التروبادور . حيثما سوف اتطرق في بحثي عن نبذة عن الموشحات ومفاهيم كل من الموشحات والأزجال والشعراء التروبادور ، ١). نبذة عن الموشحات : تم تأسيس الموشح في الأندلس كنوع جديد من الشعر العربي، وقد تميز بتنوع القوافي والأوزان واللغة الرقيقة. وكانت الأزجال الأندلسية تشبه الموشحات في بنيتها وتنوعها، وكانت تتألف من مقاطع تتبع نظاماً مشابهاً للموشحات. حيث كانت تشترك في النواحي الفنية والمضمون مع الشعر العربي. وقد كانت تعبر عن مواضيع الحب والغزل بطريقة تشبه الشعر العربي. مفاهيم كل من الموشحات والأزجال والشعراء التروبادور : المواشحات : أصل الموشح: هو كلام منظوم على وزن مخصوص وهو يتألف في الأكثر من ستة أقفال وخمسة أبيات، وسمي الموضح لما فيه من تزيين و ترصيع وكانهم شبهوه بوشاح المرأة الموصع بالجواهر و اللؤلؤ. والذين سلكوا طريقة المسمطات من الأندلسيين يعدون على الأصابع، ولعل أولهم ابن زيدون وقد عاش بعد ظهور الموشح. أما الموشحات، أكثرها نظم للغناء. 1 - الزجل لغة واصطلاحا: قال ابن منظور في "لسان العرب": "إن الزجل بالتحريك اللعب والجلبة ورفع الصوت، وجاء في "العاطل الحالي" للحلي قوله والزجل في اللغة الصوت، يقال سحاب زجل، ويقال لصوت الأحجار والحديد والجماد أيضا زجل. قال الشاعر . نرى أن الزجل في اللغة هو الصوت باختلاف مصادره، وقد يكون مختصا بنوع من الغناء كما جاء في " لسان العرب". لغة : ترويا معنى وجد ( المبدع المبتكر) الاصطلاح: يتغنون بلغتهم العامة بالحب في دائرة الغزل الحسي ويجمع الكثير من الباحثين العرب والأوربيين على وضوح التأثير العربي في شعر التروبادور، حيث يعود أصل الكلمة (التروبادور) إلى كلمة طرب، فأصبحت الكلمة تعني المغني، وإنما امتد كذلك إلى الموسيقى . والشعروبكلمات أخرى، المبحث الثاني : إذا كان انتقال جنس القصيدة إلى الفارسية على نحو ما في العربية ، وقد ظهر في الفارسية الحديثة بعد الفتح في شعر دقيق المتوفى عام ٢٣٠هـ ، كما بدأ نظم كليلة ودمنة أيضاً في مثنوي بحر الرمل . وقد يكون لنا أن نتساءل عن إمكان تأثير إيراني في العروض العربي عن طريق الحيرة مثلاً ، هذا ما يفترضه المستشرق الدانماركي كريتنسن) ، وهو مما لا سبيل إلى القطع فيه هذه هي النقاط الهامة لبحث مسائل تأثير العروض العربي في أوزان الشعر الفارسي ، وقد رأينا انتقال الجنس الأدبي وهو الذي يسهل هذا التأثير الفني ، ولذلك وضح هذا التأثير في القصيدة أكثر مما وضح في الشعر الملحمي ، ونلحظ التأثير العربي في القصيدة من حيث الكلمات والأخيلة والصور ، أعظم كثيراً من نظيره في الملحمة الفارسية ، إن هناك نوعاً آخر من التأثير الفنّي يهمنا بخاصة ؛ لأنه يتصل بالتأثير العربيإنَّ هناك نوعاً آخر من التأثير الفنّي يهمنا بخاصة ؛ وكانت ذات طابع شعبي فيما ينظم فيها من أغراض غنائية أهمها الغزل وفي الموشحات العربية خروج على نظام القافية الواحدة في القصيدة العربية الرتيبة ، وعلى الرغم من أنَّ الموشحات نظمت أولاً في البحور العربية القديمة ، ولكن مع التحرر من القافية ، فإنَّها ما لبثت أن نظمت في بحور أخرى تألفها الأذواق ولكن لا عهد للعربية بها . ولكنه ذو قافية على حدة ، ثم يأتي بعده ما يسمى (غصناً) وهو متحد مع المطلع - إذا وجد - في قافيته وفي البحر والغصن مع القفل يُسمى مجموعهما (بيتاً) . وكثيراً ما كان يشوب الموشحات بعض ألفاظ عامية مما يقطع بنشأتها الشعبية . وأمَّا الزَّجَل : فما لبث أن ازدهر بلغة عامية تخللتها ألفاظ أجنبية ترجع إلى لغة الكلام في الأندلس ، وهي لغة اختلطت العربية العامية فيها بألفاظ عامية إسبانية من لغة السكان الأصليين للأندلس ، وأنَّ الأزجال قد نشأت في أواخر القرن الرابع الهجري ، وأنَّ الأزجال قد نشأت في أواخر القرن الرابع أن الخرجة فيه أعجمية غير عربية . ثم ننظر إلى شعر التروبادور) الأوروبي ، وهم شعراء العصور الوسطى الأوروبية الذين وجدوا في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي من جنوب فرنسا أولاً ، ثم أثروا بشعرهم وما يحتوي من نواح فنية ومعان في الشعر الأوروبي كله حتى القرن الرابع عشر الميلادي وشعراء التروبادور كانوا يعيشون في بلاط الملوك والأمراء ، ويتغنون بالحب على نحو يخضع فيه المحب لحبيبته ، ويُعبّر عن سلطانها عليه ، وقد اشترك في الحروب الصليبية وأشعاره ذات خصائص فنية فريدة لا يستطاع تعليلها تعليلاً مقنعاً إلا بتأثره بالشعر العربي ، على أنَّ القصائد الأخيرة من شعره تتفق في مضمونها مع الشعر العربي الغزلي أما وجوه الشبه الكبيرة بين أشعار التروبادور وبين الموشحات والأزجال في النواحي الفنية وناحية المضمون معاً : وهو العدد الغالب على الموشحة أو الرجل ففي كل مقطوعة يوجد ما يُقابل الغصن في الموشحات والأزجال العربية ، - ثم إن مجموع الغصن (مودانزا) مع القفل (تورنادا) يُسمى عند التروبادور بيتاً ، والتشابه في المضمون بين الشعر العربي والأوروبي في هذا الميدان أكثر دلالة وتنوعاً : ففي شعر التروبادور توجد - كما توجد في الموشحات والأزجال – شخصية (الرقيب) الذي يرعى المرأة من أن يتصل بها أجنبي ،