ففي المجتمعات المحاربة يسهمون في صنع السيوف والرماح أو ينصبونه من كمائن.المجتمعات المسالمة فهم يقلدون الكبار في النسيج وبناء الأكواخ وصنع الأواني والصيد والتجديف، وهم بهذا ينمون أفكارهم، وتمتاز الأقوام فالسمع مرهف، والبصر حاد، ينافس الكلاب والخيال حاد يقظ، أما عن التربية الخلقية والدينية فالأجداد والآباء يحرصون بشدة على نقل مبادئ السلوك السوي والتصرف السليم إلى أبنائهم، والأوامر عندهم تتصل بتقديس الأجداد واحترام الشيوخ والآباء والشرف.وأما في الحضارات القديمة، فمفهوم ال تربي ة في الثقافة اليونانية القديمة مثلا هو أكثر حيوية، ذلك أن هذه الثقافة تعتبر أصل الثقافات الغربية والثقافات المعاصرة بصورة عامة. وفي الحضارة الاسبرطية، فقد تأثرت التربية بظروف ولاية اسبرطة الجغرافية في ذلك العصر، فهي منطقة سهلية داخلية تحيط بها الجبال من كل جانب، وانعزالها هذا دفعها لإعداد جيش قوي ونقلها من مجتمع المحاربين والتركيز على التربية البدنية، وأما الشعر والموسيقى والأناشيد فهي وسائل التقوية