وفي هذه السنين التي ازدهرت فيها الموسيقى وشاع الغناء من جانب، وقوى احتكاك العنصر العربي بالعنصر الإسباني من جانب آخر. ونتيجة لظاهرة اجتماعية ثانيا. فبيانه أن الأندلسيين كانوا قد أولعوا بالموسيقى وكلفوا بالغناء، والموسيقى والغناء إذا ازدهرا كان لازدهارهما تأثير في الشعر وأي تأثير. وكذلك اتخذ هذا التأثير صورة مغايرة في الأندلس حين ازدهر فيها الغناء والموسيقى في الفترة التي نسوق عنها الحديث. فيظهر أن الأندلسيين أحسوا بتخلف القصيدة الموحدة، يواكب الموسيقى والغناء في تنوعهما واختلاف ألحانهما. وأما كون نشأة الموشحات قد جاءت نتيجة لظاهرة اجتماعية، فبيانه أن العرب امتزجوا بالإسبان، أن عرف الشعب الأندلسي العامية اللاتينية Romance كما عرف العامية العربية؛ أي أنه كان هناك ازدواج لغوي نتيجة للازدواج العنصري.