امتازت الحياة السياسية في العصر العباسي بمظاهر عديدة، ومن أهم هذه المظاهر ما يأتي:[١] تغيرت العاصمة من دمشق لتصبح بغداد عاصمة الدول العباسية وأصبحت مركزًا هامًا يؤمه الناس من كل مكان. تأثرت الدولة العباسية بالثقافة الفارسية، إذ إن طابعها كان عربيًَا خالصًا، وقد بدا تأثير الثقافة الفارسية في الدولة العباسية من خلال نظام الحكم وأخذ نظام الوزارة عنهم، كما ظهر هذا الأثر في المظهر واللباس الخاص بالحاشية والقضاة والموظفين. ظهرت الدويلات في أنحاء الدولة العباسية المختلفة مثل؛ مظاهر التجديد في الحياة الاجتماعية تميز العصر العباسي بوجود مظاهر اجتماعية لم تكن موجودة، ومن هذه المظاهر:[١] ظهور طبقتين في المجتمع أحدها تمتاز بالرخاء وسعة العيش، والأخرى تعيش ظروفًا صعبة وقاسية. تطور العمران وبناء القصور والمساجد الفاخرة، وتزيين العاصمة بالزينة التي لم تلقها مدينة عربية من قبل. شيوع مظاهر الترف والرفاهية في المجتمع العباسي بحيث ازدهر الشطرنج، والغناء بحيث ازداد الموسيقيون وتطورت آلاتهم وألحانهم. مظاهر التجديد في الحياة الثقافية تطورت الحياة الثقافية في العصر العباسي على النحو الآتي:[٢] اهتم العباسيون باللغة العربية وعلومها اهتمامًا كبيرًا وذلك لأهميتها في فهم الدين، واقتصرت المناصب العليا في الدولة على العالمين بها والمتأدبين بآدابها، كما اهتم علماء اللغة بجمع الشعر الجاهلي ودراسته لحماية اللغة من المستعربين، وقد برز في علم النحو الخليل بن أحمد الفراهيدي وتلميذه سيبويه اللذان أسسا علم النحو. برز العديد من علماء الدين والتفسير في العصر العباسي ومنهم سفيان ابن عيينة، مذهب الإمام أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل، كما تألفت كتب الصحاح الستة في الحديث الشريف، التي تعد من أبرز المؤلفات في العصر العباسي. اهتم العباسيون بعلوم التاريخ وخاصة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة الرسل، كما كتبوا في تاريخ العرب الجاهلي والإسلامي وتاريخ الجزيرة العربية وما حولها وخاصة الفرس. ازدهرت مجالات العلوم الأخرى في الدولة العباسية وظهر العلماء في مختلف المجالات مثل؛ والرياضيات نتيجة لظهور الترجمة. نشطت الحياة الثقافية والأدبية وتم تقدير المعلمين وصرف رواتب لهم بحسب مكانتهم العلمية على الرغم من ضعف الدولة العباسية في آخر عهدها. ازدهر الشعر وبلغ أوج مراحله في الدولة العباسية، كما دخلت أساليب وخصائص جديدة في الشعر العباسي والعربي نتيجة لاختلاط الثقافات. اتصال الثقافة العربية بالثقافات الأجنبية لا شك بأن لاتصال الثقافة العربية بالثقافات الأجنبية دور في تطور الجانب العلمي والأدبي في العصر العباسي، فقد ادخل هذا الاتصال المعارف والعلوم الجديدة للعالم العربي، قدم الكثير من الثقافة العربية والإسلامية لغير العرب من الفارسيين والهنود واليونانيين، ولعل الثاني كان الأبرز في هذا المجال لاهتمام الخلفاء به.٣]