لعب رجال الدين دورًا محوريًا في تشكيل النظام الإقطاعي، إذ سيطروا على أراضٍ شاسعة بفضل الهبات والإعفاءات الضريبية، ما مكّنهم من مضاعفة ثرواتهم وامتلاك نسبة كبيرة من الأراضي. شكّل هذا، إلى جانب المحاربين، الأصل المزدوج للنظام الإقطاعي الغربي، والذي يفسر القيم السائدة فيه. فقد هيمنت قيم الشجاعة والأرستقراطية والترفع، وهي قيم الفرسان النبلاء، حتى بعد تحولهم لأقطاعيين. وقد كانت نظرتهم للفلاحين أبويةً، لكنها قائمة على امتلاكهم ومسؤوليتهم عنهم، بلا عطف أو محبة. ساعد ضعف السلطة المركزية على سيطرة مالكي الأراضي على الفلاحين، فقام الإقطاع بحماية الفلاحين مقابل عملهم في أراضيهم بحقوق ضئيلة وواجبات كبيرة، دون سلطة يرجعون إليها ضد طغيان أقطاعيهم الذين كانوا خصومهم وحكامهم في آن واحد.