لم يكن أحد يسرق من الشيخ، لكن من الأفضل أن يأخذ الشراع والخيوط الثقيلة معه إلى البيت لأن الندى قد يضر بها. ورغم أن الشيخ واثق أن لا أحد من أهل الحي يسرقه، إلا أنه يرى أن ترك الخطاف والحربة في القارب فيه إغراء لا داعي له. سار الشيخ والصبي معًا إلى كوخ الشيخ، أسند الشيخ السارية وشراعها إلى الحائط، ووضع الصبي الصندوق وباقي العُدة بجانبه. كان طول السارية تقريبًا بطول الغرفة الوحيدة في الكوخ. والكوخ كان مبنيًا من كرب النخيل الملكي المسمى (غوانو)، ومكان للطبخ على الأرض الترابية باستخدام الفحم. على الجدران البنية التي تبرز منها أوراق الغوانو، كانت معلقة صورتان من بقايا زوجته. كانت هناك صورة ملونة لزوجته معلقة سابقًا، لكنه أنزلها لأنها تزيد شعوره بالوحدة، ووضعها في الزاوية تحت قميصه النظيف. – قدر من الأرز الأصفر مع السمك، – هل تسمح لي بأخذ شبكة صيد السردين؟ لم تكن هناك شبكة لصيد السردين، والصبي يتذكر أنهما باعاها، ولكن كانا يقومان بهذه التمثيلية كل يوم. لم يكن هناك رز ولا سمك، والصبي يعرف ذلك أيضًا. كيف تشعر إن رأيتني وأنا أعود ومعي سمكة تزن أكثر من ألف رطل؟ – سأذهب الآن لجلب السردين. اجلس في الشمس عند المدخل. لم يعرف الصبي إن كانت الجريدة حقيقية، لكن الشيخ أخرجها من تحت فراشه وقال: – أعطاني إياها بريكو من مقهى البوديغا. – سأعود عندما أجد السردين، وسأضع حصتك وحصتي في الثلج لتتقاسمها في الصباح، وأخبرني عن أخبار البيسبول حين أعود. – أخشى نمور ديترويت أيضًا. – احترس وإلا ستخاف من فريق حُمر سينسيناتي وجوارب شيكاغو البيضاء أيضًا! وأخبرني حين أعود. – ممكن. وعندما عاد، كان الشيخ لا يزال جالسًا، – ماذا لديك؟ – لن أستطيع الصيد بدون أن آكل. – سأفرش لك البطانية. وأحضر مجموعتين من أدوات الأكل ملفوفة بمنديل ورقي. – يجب أن أشكره. موز مقلي، في كوب زجاجي. – كنت فقط بحاجة للأكل. – اللحم جيد. ثم قال الصبي: ثم بدأ يحلم بإفريقيا، والأسود التي تلعب مثل القطط الصغيرة. استيقظ في وقت مبكر، كان الصباح باردًا، لكنه يعرف أنه سيتدفأ مع العمل. وعندما وصلا إلى الكوخ، – هل تريد قهوة؟ – نعم.