والتزمت في كتابي هذا الوقوفَ عند حدك، والاقتصارَ على ما رأيتُ أو صحَّ عندي بنقل الثقات، ودعني من أخبار الأعراب والمتقدمين؛ وما مذهبي أن أنضي مطيَّة سواي، ثم باب فيه ذكر من أحب في النوم، ثم باب فيه ذكر من أحب بالوصف، ثم باب فيه ذكر من أحب من نظرة واحدة، ثم باب فيه ذكر من لا تصح محبته إلا مع المطاولة، ثم باب الإشارة بالعين،ومنها في أعراض الحب وصفاته المحمودة والمذمومة اثنا عشر بابًا، وإن كان الحب عَرضًا والعرض لا يحتمل الأعراض، فهذا على مجاز اللغة في إقامة الصفة مقام الموصوف، وعلى معنى قولنا: وجودنا عرضًا أقل في الحقيقة من عرض غيره، وأكثر وأحسن وأقبح في إدراكنا لها، علمنا أنها متباينة في الزيادة والنقصان من ذاتها المرئية والمعلومة؛ وهي: باب الصديق المساعد، ثم باب من أحب صفةً لم يُحب بعدها غيرها مما يخالفها،ومنها في الآفات الداخلة على الحب ستة أبواب،ومن هذه الأبواب الستة بابان لكل واحد منهما ضد من الأبواب المتقدمة الذكر، وضده باب الصديق المساعد؛ ومنها أربعة أبواب لا ضد لها من معاني الحب، وحقيقة الضد ما إذا وقع ارتفع الأول، ولولا خوفنا إطالة الكلام فيما ليس من جنس الكتاب لتقصيناه.