تقيأت الماء المالح وسعلت إلى الخارج. من انت؟ سألت وأنا أفتح عيني بضعف. تعال أخبرك أن الجحيم قد اكتمل في هذه اللحظة، تمكنت من رؤية وجه رجل في الخمسينيات من عمره متجعد ومشوه. لكن النظرة الدخانية في العين الأخرى كانت حية بشكل مخيف. لم يكن لدي الوقت لاختيار أجمل مظهر بشري! ثم أضاف بشيء من الإهانة: نعم أعرف ! أنا قبيح مثل كلب مات منذ ثلاثة أيام! وماذا في ذلك؟ أعتذر. إنه ليس يومك المحظوظ! لقد جئت لتطلب الموت أمام عيني، أنا التي أقسمت لنفسي ألا أتخلى أبدًا عن شخص معرض لخطر الموت، حتى لو كنت أخاطر بحياتي! لقد تمكنت من النهوض بمساعدة مخلصي. ساعدني الرجل على النهوض واتجهنا نحو مكان رملي بين الصخور. قال الرجل: اجلس هناك. أشعل الرجل سيجارة ثم سأل: فما الذي يجعل رجلاً شاباً وسيماً مثلك يريد إنهاء الأمور قبل وقته؟ لم أجب. نظر صلاح إلي. ليس الأمر أنني أكره صحبتك يا صلاح، ربما يجب عليك حتى الذهاب إلى المستشفى. سأفعل ذلك بنفسي. يجب أن أخبرك بكل شيء من البداية؛ كان لديه ظهر وذراعان عريضان مثل المصارع. وعاد بعد دقيقتين ومعه دلو صغير. انظر إلى هذا! قال وهو يريني السمكات الخمس أو الستة ذات الأحجام المختلفة الموجودة في الدلو. لو لم تخيف كل الأسماك بسلوكك المجنون، ليس هناك أفضل من السمك ليعطي القوة ويرفع المعنويات، ماذا تفعل من أجل لقمة العيش يا صلاح؟ انا سألت. لدي قارب صيد صغير عندما لا يكون هناك سمك، أدعو الأصدقاء للقيام برحلة إلى البحر. -هل انت متزوج ؟ بدا الوجه الذي استدار نحوي قاسياً في ضوء النار، لكن ابتسامة صغيرة سرعان ما أضاءت الملامح المتقشفة. لا أعرف حقًا إذا كنت لا أزال كذلك. أتيكا هي حورية البحر! قال صلاح بنبرة حالمة كأنه مناجاة. شعره الأسود المستقيم طويل جدًا لدرجة أنه يخفي ظهره الصغير عني. وتخبرني عيناها الكبيرتان الداكنتان بخجل بما أريد أن أعرفه. صلاح فاجأني بكلامه. هل تسكن قريبا من هنا؟ من،