غادر أسطول برتغالي لشبونة بتاريخ 6 أبريل سنة 1506 بقيادة ترستاو دا كونها وألفونسو دي البوكيرك، ثم انفصل ألبوكيرك عن «تريستاو» الذي استمر في رحلته إلى الهند، وتوجه البوكيرك ومعه سبع سفن و 500 رجل نحو هرمز في الخليج العربي أحد المراكز التجارية الشرقية الرئيسية. وفي طريقه مر بجزر كوريا موريا فالتقى هناك ب 30 أو 40 مركب صيد قادمة من هرمز ومن الساحل الفارسي،7] ثم غادرها نحو ميناء قلهات حيث رسا فيها،8] وأبدى أهلها استعدادهم لدفع الجزية له، وقد تمون الإسطول ثم دفع ثمن المواد التموينية التي حصل عليها.7] ثم اتجه نحو قريات التي قاومته مقاومة شرسة، ولكن تمكن البرتغاليون من دخولها. وقد لقي 80 من أهلها مصرعهم، في حين خسر البرتغاليون 3 جنود، فدمر البلدة وأحرقها.9][10] وأحرق 14 مركبا راسيًا في الميناء،11] ثم اتجه نحو مسقط فاستقبل وفد من أهالي المدينة أرسلهم الحاكم، حيث ناشدوه بعدم تعريض المدينة لآي تدمير، وأبدوا استعدادهم في الخضوع لملك البرتغال ودفع مايقرره البوكيرك من ضريبة، وأحس البوكيرك بأن الأهالي يستعدون بالخفاء بتنظيم صفوفهم استعدادا للمقاومة والدفاع عن المدينة، فأصدر أمرًا لسفينتين من سفنه بقصف المدينة تمهيدا لشن هجوم عليها. ولكن مالبث أن اقتحم المدينة وفرض عليها غرامة مالية وقدرها 10 آلاف أشرفي ذهب، على أن تصل إليه ظهر اليوم التالي.11] فلما عجز الأهالي عن دفعها أمر البوكيرك بإحراق المدينة ومعها مسجدها الكبير والسفن الراسية في الميناء، أما الأسرى من النساء والرجال فقد أخلى سبيلهم بعد جدع أنوفهم وصلم آذانهم.10] ثم اتجه بعدها نحو صحار فاستولى عليها، ولكن أقر حاكمها في مكانه شريطة الخضوع لحكم الملك عمانويل وأن يدفع الأموال التي كان يدفعها لمملكة هرمز،12] فقد كانت عمان قبل قدوم البرتغاليين تعيش في رخاء من الزراعة والتجارة، إلا أن الغزو البرتغالي قطع تجارتهم وخرب موانئهم[13] التي أخضعها تحت سيطرته وشيد القلاع في الكثير من سواحل خليج عمان والخليج العربي.14] فقد بنى البرتغاليون في مسقط قلعتي الجلالي والميراني على أنقاض قلاع قديمة.15] وظلت عمان قابعة تحت الاحتلال الاستعماري البرتغالي الذي كان هدفه احتكار تجارة الشرق وتحويل مساره إلى طريق رأس الرجاء الصالح.