هناك أهتمام من قبل المنظمات العامة بقياس الأداء ، نتيجة الأتجاهات والمتغيرات العالمية التي جعلت تركيز على قياس الأداء الكمي للأدارات الحكومية من الأمور الملحة على الساحة الإداريه ، مما أدى الى ضرورة الإصلاح والتطور والتغير في الإداره الحكومية التقليدية التي تعتمد على توسيع النشاط الاحكومي والأعتماد على القوانين واللوائح والهياكل ، أضافة الى أحتكار المبادرة لبلورة السياسات وتوجيه التنمية ، وضعف الأهتمام بالتكلفة ، وجودة الخدمات والمنتجات وضعف الأهتمام بدور المواطن والتركيز على الأجراءت وأهمال النتائج للعمليات الإدارية ، ولم يع النمط التقليدي لأداء الدولة يفي لطموحات ولم يعد يسعف في مواجهة التحديات الجديده التي تفرضها التحولات العالمية ، أيضا الأدوار الجديدة للخدمة العامة أصبحت تشمل التركيز على البعد التنموي بديلا للخدمي والمشاركة الإجتماعية في تحيد السياسات التنموية والإسهام في تكلفة تنفيذها ومتابعتها وتقييمها، والتحول نحو التخطيط الإستراتيجي والمراقبة عن بعد ، وقياس الأاء المؤسسي بديلا لأداء الفردي ومقارنة الاداء الحطومي بالقطاع الخاص محليا وأقليميا وعالميا ، ويعتبر قياس الأداء مطلبا أساسيا لنجاح المنظمة في تطبيق المداخل الحديثة في إدارة الأداء ، لأن الغاية من قياس الأداء هو تحسين أداء المنظمه للوقف على أدلة تظهر حالات التحسين والتقدم وتوثيقها ودراستها ، أيضا يعتبر قياس الأداء ضرورة لإحداث التغير من خلال معرفة نقاط القوة والضعف في الكيان المؤسسي ، وفي ظل التطور الذي يشهده عالم الإدارة العامة اليوم ، لم يعد قياس الأداء في المنضمات العامة قاصرا على قياس الاداء الفردي ،ولم يعد المعيار المالي يعكس الصورة الحقيقة لنجاح المنظمة ونفس الشئ ينطبق على أدارات وأقسام المنظمة فالتقارير الأداء المبنية على مؤشرات الكم المرصعة بالارقام لتبين كمية العمل ليست مجدية بقياس أداء جهة ما ، وذالك لكونها تعطي رؤيه محدودة للأداء تؤدي ألى وصول متأحر للمعلومة ، وبالتالي الوقوع في دوامة الأجرأت التصحيحة وتكاليفها الباهضة بدلا من الإجرأت الوقائية الأسهل والأقل تكلفة ، ويحتاج قياس أداء المنضمات العامة لرؤية أشمل بتوزيع متوازن يوضح حصيلة الأداء ومن هنا لم يعد تركيز المنضمات العامة على تقيم الأفراد فقط أو العمليات فقط ، ولكن بدأت المنضمات العامة في السنوات الأخيرة تركز على قياس الأداء المؤسسي الذي يشمل أداء الأفراد وأداء الوحدات التنضمية وأداء المنضمة كاكل في ضؤ متغيرات البيئه الخارجية ، وتشير الأدبيات أن مداخل قياس الأداء للمنضمات العامة ركزت على منظور واحد في القياس ، ومن هذه المداخل لوحة القياس والمقارنة المرجعية ونموذج لجنة المحاسبة والمعاير الأمريكية وغيرها ، وعلى رغم من أهمية هذه المداخل في قياس الأداء الى أنها تتجاهل نواحي كثيرة في عملية القياس ومن هنا أتجهت المنضمات العامة الى إستخدام أساليب حديثة لقياس الأداء من أهمها مدخل قياس الأداء المتوازن وهو عبارة عن طريقة تستخدم لقياس أداء منضمة او إدارة أو وحدة داخل منضمة ، ويتحقق التوازن في القياس من خلال أربع محاور رئيسية وهي : المحور الأول : التعلم والنمو يركز على تحقيق النجاح في المستقبل من خلال الإبتكار والتطور المستمر ، المحور الثاني : العمليات الداخلية ويركز على التحسين في العمليات الداخلية والعمليات التي يجب أن تتفوق فيها المنضمة ،المحور الثالث : العميل ويركز على العمل من خلال العميل ويسعى لتحقيق رضاهالمحور الرابع : المحور المالي وهو يقيس النتائج التي يسعى أليها أصحاب المصلحة .وهذه المحاور الاربعة تحقق رؤية متوازنة لقياس الأداء .