كانت الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية، حيث كانت سنوات الخمسينيات من القرن العشرين فترة تاريخية شهدت ميلاد الرواية الجزائرية ذات التعبير الفرنسي محاولة استبطان المجتمع الجزائري، الذي كان يمر بمخاض اجتماعي وسياسي عسير كانت نتيجته اندلاع الثورة التحريرية في الفاتح من شهر نوفمبر سنة ألف وتسعمائة وأربعة وخمسين، في هذه الفترة كانت اللغة العربية رغم نص "أحمد رضا حوحو"المؤسس"غادة أم القرى"الذي كتب سنة ألف وتسعمائة وسبعة وأربعين، ولم ينتبه للرواية كجنس أدبي ذو خطورة وحضور في المجتمعات التي تنفتح على الحداثة الاجتماعية والأدبية. والحالة هذه فإن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ونهجها الإصلاحي، كان عاملا رئيسا في تأخر ظهور جنس الرواية باللغة العربية في الجزائر المستعمرة آنذاك، رغم ظهور هذا الجنس باللغة الفرنسية على يد كتاب جزائريين أثناء الفترة نفسها. هذا الرأي هو ما يذهب إليه الأستاذ"مخلوف عامر"، فلم يكن أدباء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يهتمون بالناحية الجمالية، بقدر ما كانوا يهتمون بالدلالة السياسية والاجتماعية في كتاباتهم. هذا الرأي هو نفسه ما ذهب إليه "رمضان حمود"و"واسيني الأعرج"، وخصوصا مع السعي الدءوب للاستعمار الفرنسي لمحو كل المقومات (الهوياتية)للشعب الجزائري خصوصا الدين واللغة، ورغم رفض بعض النقاد الجزائريين لهذه الفرضية التي تربط بين الدور الإصلاحي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وتأخر ظهور جنس الرواية باللغة العربية في الجزائر إلى ما بعد الاستقلال، إلا أن الرأي الغالب يميل إلى التأكيد على هذه الفرضية. ويؤكد على الدور الكبير الذي لعبته الجمعية ورجالاتها في النهضة الأدبية في الجزائر. وهذا التأكيد على الدور الكبير لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين في النهضة الأدبية، حيث قام بجمع مادة بحثه هذه من اثنين وثلاثين مجلة وصحيفة جزائرية صادرة بين سنتي1925و1956مستخرجا منها ست عشرة قصة ورواية واحدة، وإحدى عشرة نصا مسرحيا، ومعظم هذا الإنتاج نشر على صفحات مجلات وصحف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين(3). على النهج الإصلاحي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ودوره في تأخر ظهور جنس الرواية العربية في الجزائر،