غسلت يديَّ بعد أن انتهيت من عملي وذهب أمي لتكمل تحضيرها لرحلة الغد، وذهبت إلى فراشي وخلدت إلى النوم وأنا أحلم بيوم الغد استيقظنا في اليوم التَّالي وكانت أشعة الشمس قد بدأت تتسلل إلى غرفنا وجدتي تقوم بمهمتها اليومية في إيقاظنا، ولم تقوى أشعة الشمس بعد، استأجر ولدي سيارة للأجرة ويا لها من سيارة بيضاء رائعة اللون ونقية، ركبت في الخلف أنا وجدتي وركب أمي وأبي من الأمام، بدأت النظر إلى الأشجار لتي نمر بها، وصلنا إلى البستان أخيرًا، كان بستانًا أخضر ترقص به الفرشات والعصافير سويًا، ويمتلئ بالأزهار ذات الألوان المختلفة، فمنها البيضاء والصفراء والحمراء والبنفسجية، حتى نتمتع وغيرنا بمناظرها الخلابة، أخذ أبي قطعة من القماش ومدها على الأرض، ويعربون عن شدة إعجابهم بهذا الطقس الجميل والبستان الرائع. تناولتُ كرتي وبدأت اللعب بها، ونتدحرج على أرض البستان ونتبادل الضحكات العالية معًا، ثم حلَّ وقت الظهيرة ومالت الساعة إلى الثانية عشر ضهرًا فأخذ والدي مع أمي وجدتي زاوية تحت شجرة الصنوبر لسيتظلوا بظلها، واستأذنت أمي لأن أذهب للسباحة مع صديقي الجديد في النهر، لبست لباس السباحة المخصص وارتديت نظارات السباحة ونزلت إلى النهر مع صديقي سامي، ولم أنتبه إلا وأمي تناديني لأجمع الحطب المترامي في الأطراف من أجل إتمام الشواء. فرحت بهذه المهمة فهي من هواياتي في الأيام العادية واتفقت أنا وسامي أن نلعب سويَّا في أثناء جمع الحطب، ويكون ذلك عن طريق مسابقة نجريها فيما بيننا يتبيَّن من خلالها من استطاع أن يجمع أكبر كمية من الحطب في زمن مدته خمس دقائق، وبعدمضي خمس دقائق تلاقينا مرة أخرى عند النهر، ناديت لوالدي حتى يرى أي الحطبين هو الصالح للشواء فضحك أبي وقال: سامي وفارس أحسنتما صنعًا فأنا أحتاج إلى النوعين معًا، أمَّا إن جُمع هذان النوعان معًا فسيتم إشعال الحطب ودوامه لمدة طويلة. فرحتُ كثيرًا بالمعلومات التي اكتسبتها والخبرة التي أضفتها إلى معرفتي، وبدأ والدي بوضع أسياخ اللحم على الحطب بعد أن أشعَله وجعله جمرًا، وبدأ يحرك الهواء بقطعة من الكرتون المقوى؛ وكان سامي يساعد والدتي في تنظيف البقدرونس أمَّا أنا فاخترت البقاء جانبًا مع والدي أساعده في عمله. وبدأت والدتي بحزم الأمتعة وأعطاني والدي كيسًا لأتفقد جميع الأوساخ التي خلفناها وراءنا، حتى نتمتع بها على الدوام، وساعدني سامي في هذا العمل حتى إذا انتيهنا أغلقنا الأكياس بإحكام وأعطيتها لوالدي فربطها وووضعها في السيارة حتى نرميها في المكان المخصص لها عند عودتنا. وصلنا إلى البيت وساعدت والدي في إنزال الأمتعة من السيارة، وأمسكت يد جدتي حتى تصل إلى المنزل وعدنا إلى البيت بعد رحلةٍ مسليةٍ أُنهكت فيها قوانا فرًحًا وسعادة، وكان عليَّ أن أدرس دروسي قبل الذهاب في اليوم التالي إلى المدرسة، وعندما انتهيت من تحضير جميع واجباتي وأتممتها على أكمل وجه، وأخيرًا انتهينا الآن من كل الأعمال فذهبت لمشاهدة الرسوم التحركة وبعدها أويت إلى فراشي،