فإن التدخين محرم شرعا لكونه خبيثا يشتمل على أضرار كثيرة ومفاسد عظيمة، قال تعالى: (يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات) [المائدة: 4]، وفيه من المفاسد مهلكة النفس والمال، والله جل وعلا يقول: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) [النساء: 29] وقد ثبت طبيا ضرر الدخان البالغ على النفس وأنه سبب لكثير من الأمراض الفتاكة. وكذلك الذي يلحق بغير المدخن إذا استنشق ما يخرج من المدخن. والتدخين مهلكة للمال الذي جعله الله قياما للحياة قال تعالى: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما) [النساء: 5] وروى الترمذي عن أبي برزة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه وعن علمه فيم فعل وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه" ولا شك أن إنفاق المال في هذا الأمر يعد أمرا محرما لأنه في الحقيقة حرق له، وإذا كان التدخين بكل أنواعه وأشكاله حراما فيكون بيعه حراما أيضا. لأن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه،