في بلدة المسفاة، أعلن حمدان بن عاشور، بناءً على خبر من بو عيون، عن غرق شخص في بئر طوي الخطم. أثار الخبر هلعًا، وتسابق الناس نحو البئر. حمدان، وهو طارش لأول مرة، أعلن الخبر بقوة، بينما تمكن بو عيون من رؤية الغريق لكنه لم يعرف هويته. فشل سيف بن حمود في إخراج الجثة من البئر بسبب الخوف. نجح سلام ود عامور (الوعري) أخيراً في إخراج الجثة، ليتبين أنها مريم بنت حمد ود غانم، زوجة عبدالله بن جميل (البيدار). اكتشفوا أن جنينها لا يزال حيًا، فشقت كاذية بنت غانم بطن مريم لإنقاذ الطفل، قائلةً: "(يخرج الحي من الميت)". مريم كانت خياطة ماهرة، وزوجها يعمل في "القعته" القريبة من مقبرة. كانت مريم تعاني من صداع شديد قبل وبعد حملها، الذي تأخر لسنوات، وقد زاد الصداع بعد استخدام دواء لزج من بائع غريب، ما أدى إلى سقوطها في البئر أثناء نوبة ألم. غسلت كاذية المولود بماء أمه، مما أثار غضب الشيخ حامد. أرضعت آسيا بنت محمد، التي فقدت ابنتها، الطفل سالم. هطل مطر غزير بعد دفن مريم. عاد عبد الله، ذاكرته ضبابية، ليتلقى الخبر من كاذية، وأطلقوا على الطفل اسم سالم. استمرت الأمطار أسبوعًا، ثم عادت الحياة لطبيعتها. نشأ سالم برعاية كاذية وآسيا، التي أرضعته حتى فطامه. سافرت آسيا لزيارة زوجها المريض إبراهيم، تاركةً سالم. لاحظت كاذية غرابة في سلوك سالم، الذي كان يميل بأذنه للأرض ويقول "ماي.. ماي"، وكانت آسيا تعاني من مشاكلها الخاصة، متذكّرةً حادثة الينبوع. بعد سنوات، اكتشفت كاذية سر سالم، وارتبطت غرابة سلوكه بقصة سلام ود عامور (الوعري)، الذي عانى من مرض غامض في طفولته، وتركته أمه بعد أن اعتقدت أنه ليس ابنها، ثم عاد الأب وقتلها. كبرت كاذية وتواصلت مع سلام سرًا. بعد خمسة عشر عاماً على غرق مريم، عانت القرية من جفاف شديد، فلم يبقَ إلا نبع ماء صغير في مزرعة الوعري. اكتشف سالم ينبوعًا آخر، وساعد في إصلاح الفلج القديم، مُستخدماً مهارته في اكتشاف المياه، مع مساعدة من والده وعيد بن خميس. واجه سالم صعوبات في إقناع الناس بقدرته، لكنه نجح في النهاية، وأصبح يُعرف بـ "القافر". سافر سالم مع والده والوعري لإصلاح الأفلاج في قرى أخرى، والتقى بفتاة في المسيلة شبيهة بحبيبته القديمة، ثم توفي والده. أصبح سالم يعاني من الصمت والحزن، وتوفيت كاذية حزناً عليه. انتشر خبر جنون سالم الذي كان يحفر في صخرة في نجد النوح، ليكتشف ماءً جديدًا، على الرغم من شكوك الناس. رفضت زوجته نصرا تصديق خبر غرقه، واستمرت في انتظاره، محافظةً على بيته وملابسه، ومُقيسةً الوقت بخيوط غزلها. يُختتم النص بوصف نضال سالم الشاق للنجاة من فلج، ثم عودته إلى القرية.