الفصل السادس: ابن خلدون وأنماط الإنتاج العثمانية استهل هذا الفصل الحديث عن الاقتصاد السياسي للعمران الحضري من خلال الاشارة الى ثلاثة أنماط للإنتاج: النمط الآسيوي، والنمط السلمي البسيط ، لإعادة صياغة الحقائق التاريخية من منظور مختلف، من خلال المقاربات المختلفة لفهم ظهور الدولة العثمانية، اقترحو أن العرق العثماني الجديد نشأ من اختلاط البيزنطيين واليونانيين الذين تحولوا إلى الإسلام. إلا ان أطروحة غازي التي طرحها بول ويتك في سلسلة محاضرات في لندن عام 1937م، بل بسبب تناقض الأدلة المتعلقة بالتقاليد القبلية، وأيضا انتقال العثمانيين من البدو الأتراك إلى الأناضول نتيجة للغزو المغولي في القرن الثالث عشر غير ان هذه لأطروحة تعرضت للنقد لوري وينك حول الدولة العثمانية. ذلك بناء على التقاليد العثمانية من حيث كونها ذات مصادر تاريخية، مشيرا إلى آراء بعض الباحثين مثل خليل إينالجك وابن خلدون، والتجارة، وكيف استطاع النبي تحقيق التوازن بينهما من خلال بناء النظام السياسي والمؤسسات الاقتصادية، يوضح أهمية التعاون بين المسلمين وغير المسلمين في المدينة المنورة، ويشير إلى أن الدوافع لم تكن دينية بحتة بل كانت هناك دوافع أخرى مثل الدفاع عن النفس والمصالح الاقتصادية. حيث تبرز دور العلماء والباحثين في الغرب وداخل تركيا في تحليل هذه النظرية، كانت الإمبراطورية السلجوقية في القرن الحادي عشر مستقلة عن السلاجقة. ثم تفككت الإمبراطورية السلجوقية وسط معارضة القبائل التركمانية فالإمارة العثمانية التي أنشأها عثمان من قبيلة قايي كانت ذات أهمية نظرية وتاريخية حيث تمكنت من إقامة دولة قوية بفضل التنظيمات الجهادية الغازية، إن التحليل التاريخي للإمبراطورية العثمانية من منظور ابن خلدون بدأ باقتباس من ابن حجر عن ابن خلدون، ثم ناقش تناقض النموذج العثماني مع نظريات ابن خلدون باعتبار الإمبراطورية العثمانية كانت تعتمد على الاقتصاد السياسي العثماني وأنماط الإنتاج المختلفة مثل الزراعة والصناعة والتجارة، ودور الطبقة الحاكمة والمؤسسات الدينية في تأثيرعلى هذه الأنماط الإنتاجية، كان يهدف الى تعظيم الإيرادات خاصة وأن الأراضي في الأناضول تُمنح للنظام العسكري أو الزعامة الدينية مقابل الخدمات العسكرية للدولة الضرائب السيادية للأغراض الداخلية وللحفاظ على القوات في الجيش العثماني. حيث كان دور العلماء في الإمبراطورية العثمانية هو زيادة نفوذهم مع ظهور الأزمات المالية للدولة وبالرجوع الى البنية الطبقية للمجتمع العثماني في القرن السادس عشر كان يتكون من النخبة الحاكمة التي تتألف من طبقات مدنية وعسكرية ودينية. أن فهم أنماط الإنتاج يعطي تصور النظام الاقتصادي العثماني ويمكن الإشارة إلى أن مفهوم نمط الإنتاج، وهو مفهوم مستمد من عبارة لماركس، أن إنتاج الناس الاجتماعي يدخلهم في علاقات محددة ومستقلة عن إرادتهم، وبالنظر الى استبدال النمط الاقتصادي الرأسمالي الذي يعتمد قوة العمل من العمال، الآسيوي، السلمي البسيط، والبدوي الى نمط وتقوم الدولة فيه بالاستيلاء على الفائض الاقتصادي بأكمله والتحكم في عملية الإنتاح و في عناصره الاستراتيجية، مثل أعمال الري العامة والقوات المسلحة ذات القدرة العسكرية المتفوقة. إن نظام الإنتاج الإقطاعي في أوروبا اثر على العلاقات الاجتماعية والاقتصادية فالعلاقة بين السيد الإقطاعي والتابع تقوم على كيفية تبادل الخدمات العسكرية مقابل الأرض، بينما كان الإقطاع الأوروبي يعتمد على عقد الولاء بين السيد والتابع فالنظام الاقطاعي العثماني لم يكن يحمل التزامات بالولاء المتبادل كما في الإقطاع الأوروبي، بل كان يعتمد على اعتبارات مالية، يركز على إنتاج السلع البسيطة وتأثيرها على المجتمع الإنتاج الحرفي كان موجوداً في كل من المناطق الريفية والحضرية، ولكنه بلغ ذروته في القطاع الحضري. هذه الحيوانات كانت تشكل مصدرًا رئيسيًا للرزق وتلبي احتياجات المجتمع البدوي من الغذاء والملابس والوقود، حيث تكون المراعي والأراضي ملكية جماعية للقبيلة، بينما تكون المساكن ملكاً للأفراد بحيث يتم توزيع الملكية عن طريق زعماء القبائل، كان المجتمع البدوي ينقسم إلى طبقات، إن استخدام نظرية ابن خلدون لدحض نظرية نمط الإنتاج الآسيوي ولدعمها تثت عن ركود المجتمعات الآسيوية مثل الهند اما المجتمعات الشرقية كانت تنقسم إلى طبقات على نطاق واسع، مما يتناقض مع نظرية نمط الإنتاج الآسيوي في ظل غياب التطور الرأسمالي في المجتمعات الشرقية وتأثير ذلك على الاستبداد،