أوقفونا صفين على طرفي الشارع الذي يصل الرملة بالقدس ، كنت في التاسعة من عمري يومذاك , وينتزعونها منهن بعنف وشراسة , كنت أرى بعض الوجوه التي اعتدت أن أراها في شوارع الرملة الضيقة وتبعث في الآن شعوراً دقيقاً من الأسى, لكنني أبدا لن استطيع تفسير ذلك الشعور العجيب الذي تملكي، . ولقد تعودنا على أن نحبه منذ وعيناه وان نناديه بعمي احتراماً وتقديراً , . - ابنتك ؟ ! . ولكنني سمعت صوت ثلاث طلقات متقطعة دقيقة ، مدلى رأسها إلى الأمام ، وبعد هنيهة ، وشعرت بساقي تلتوي تحت ثقلي , تذكرت أنهم قتلوا زوجته , وان عليه أن يواجه مصاباً جديداً الآن , . كل رجال الرملة يعرفون أن أبا عثمان لا يريد إلا أن يدفن في مقبرة الرملة عندما يموت . . ونظرت إلى أمي ، واقفة هناك ، ثم لمحته عائداً من بعيد , في منتصف الشارع تحت سطح شمس تموز المحرقة : معفراً مبلولاً بالعرق ، فوقف ,