وتمثل المياه الجوفية غير المتجددة والمياه المحلاة الجزء الأكبر من الإمدادات الصناعية بما يقرب من 80% من إجمالي تلك الإمدادات، تعمل المدن الصناعية على تطبيق معايير الاستدامة أيضاً، وإعادة استخدام ما يصل إلى 50% من مياه الصرف الصحي بها، وتستخدم المياه المعالجة في المدن الصناعية بالأساس في بعض العمليات الصناعية، وفي أغراض بي المنتزهات والمساحات الخضراء، وتتسبب الأنشطة الصناعية - ولا سيما قطاع النفط والغاز - بأضرار على البيئة والموارد المالية، وتتطلب أعمال التنقيب والحفر لاستخراج النفط والغاز كميات كبيرة من المياه الجوفية غير المتجددة، كما يؤدى تصريف المياه المستخدمة إلى تلوث طبقات المياه الجوفية إضافة إلى أن الأنشطة ذات الصلة بالنفط والغاز تتسبب بأضرار بيئية للبحار والسواحل، كما ينتج عن عمليات التنقيب والإنتاج ملوثات سامة للأحياء البحرية. في حين تتسبب نفايات الحفر وحوادث التسرب النفطي العارضة في تدهور الحياة البحرية وتغيير طبيعة قاع البحر ونضوب الكائنات التي تعيش فيه وتلويت السواحل. كما يستهلك قطاع التشييد والبناء موارد مالية ضخمة في عملياته وفي مواد البناء، مثل كميات المياه العذبة التي يتم استهلاكها في الخلطات الخرسانية وهو ما يستدعي إعادة النظر في فرص تطبيق الإدارة المستدامة للمياه في هذا القطاع، ودعم استخدام المواد اللامعدنية لتقليل الحاجة للمياه العذبة تفادياً للتاكل والصدأ، وزيادة الاستفادة من إعادة تدوير المياه المعالجة في مواقع التشييد والبناء.