إن نشوء العلاقات الاجتماعية بين الأفراد تحكمها ضوابط معينة وتنشأ لاعتبارات ومعايير مختلفة، فالمكانة الاجتماعية للفرد والدور الذي تلعبه في الحياة الاجتماعية كفيلة بأن تحدد نوع العلاقة المراد إنشاءها، فنظرة الأفراد الآخرين تحدد نوعية علاقتهم به وليست نظرة الفرد نفسها نظرة الآخرين لأن الآراء تختلف وتتعدد وذلك حسب مكانة كل فرد وحسب مصلحة كل منهم، والفرد الذي ينشأ علاقة اجتماعية تكون لديه أفكار مسبقة واهتمامات عديدة التي من شأنها أن تحدد له أي العلاقات الاجتماعية الواجب الأخذ بها، ويمكن القول أن ما يتحكم في ضبط العلاقات الاجتماعية هي أخلاق شخصية الفرد ومجموعة الخبرات والثقافات الخاصة به التي تكون مكتسبة من الحياة الاجتماعية حسب طبيعتها، ومختلف التأثيرات التي تمليها هذه الأخيرة على المجتمع وكيف تبث مختلف المعايير الثقافية في كل مجتمع وكيفية استغلال كل فرد ذلك حسب طبيعة ثقافته وخبراته وآراءه وأفكاره واستغلالها الاستغلال الأمثل في تكوين العلاقات الاجتماعية إذا كانت ايجابية والعكس صحيح إذا كانت سلبية، فكان هم إصلاح منظومة القيم الإنسانية حاضراً عند مفسري القرآن الكريم أثناء وقوفهم على الآيات ذات الصلة بالبعد القيمي والأخلاقي، وإن القيم الأخلاقية التي تحاول النظريات الأخلاقية الحديثة اليوم، ما هي إلا مبادئ وأخلاق المنهج القرآني، وآثار قيمه الفردية والجماعية،