اَلرَّسّامَةُ الصَّغيرَة سَمِعَ صَوْتًا غَريبًا، فَقَلِقَ الأَبُ وَقامَ يَتَفَقَّدُ الْمَنْزِلَ وَالْحَديقَةَ، فَدَخَلَ غُرْفَتَهُ وَنامَ. في الْمَساءِ، بَعْدَ قَليلٍ، سَمِعَ الأَبُ نَفْسَ الصَّوْتِ، لِكَيْ يَفْحَصَ الأَمْرَ. بَحَثَ في كُلِّ مَكانٍ: في الْمَطْبَخِ وَفي غُرْفَةِ الضُّيوفِ إلى أَنْ وَصَلَ إلى غُرْفَةِ مَرَح، كانَتْ كُلُّ دَفاتِرِ مَرَح وَكُتُبِها عَلى الأَرْضِ، أَمّا الطّاوِلَةُ فَكانَتْ مَفْروشَةً بِأَوْراقِ الرَّسْمِ، وَمَرَح جالِسَةٌ تَرْسُمُ. قالَ الأَبُ: "اَلآنَ فَهِمْتُ مِنْ أَيْنَ يَأْتِي الصَّوْتُ، فَأَنْتِ تَقْضينَ كامِلَ اللَّيْلِ في الرَّسْمِ، دِراسَتي". هَزَّ الأَبُ رَأْسَهُ وَقالَ: "نامي الآنَ يا مَرَح فَالْوَقْتُ مُتَأَخِّرٌ". خَجَ الأَبُ وَبَقِيَتْ مَرَح مُسْتَغْرِبَةً. وَفي الْغَدِ،