ولداً ظلوا يلون أمر قومهم وخدمة البيت الحرام حتى نافسهم فيها أبناء خؤولتهم من جرهم بعد أن تلاحقت بطونهم إلى مكة، وأزاحوهم فتفرقوا حولها وأسفلها . ولم يلبث الجرهميون بدورهم أن فاجأتهم هجرة للأزد من اليمن وعلىرأسها خزاعة فأزاحتهم إلى ظاهر مكة كما أزاحوا هم أبناء إسماعيل وبطون كنانةمن قبل ، وتفرقوا حولها وفى تهامة .وولى عمرو بن لحي كبير خزاعة الحكم وشئون البيت . ولأمر أو آخر نسبت الروايات العربية إليه أو إلى عمرو بن ربيعة المعروف بعمر بن يحيى) أنه بدل دين إبراهيم وأدخل عبادة الأصنام واستقدم بعضها من جنوب الشام . وعمل على إقامتها حول الكعبة، ربما ليغرى أتباعها بزيارتها والإئتناس بها كلما رحلوا إلى الحجاز ، مع تقريب مابينهم وبين شعائرها بعد أن قل وفودهم إليها اتقاء لبغى جرهم وماقيل عن تعديها على قوافل التجارة المارة بها وقوافل الحج القاصدة إليها. فى تزعم قريش وقريش بطن من كنانة وكنانة من مضر ، أو هى من قبائل تهامة ، كما يقول النسابون) . ويبدو أنها عاشت قبل عهده متفرقة حول مكة في تهامة أو عاشت لفترة قبل ذلك في شمال غرب الحجاز حيث اختلطت هناك ببقايا دويلاته القديمة من اللحيانيين والأنباط ومن عايشهم في أرضهم من جاليات المعينيين والحميريين الجنوبيين ، واكتسبت منهم بعض عناصر حضارتهم . كما مهرت في ممارسة التجارة حتى لقد قيل إنها سميت قريشاً لاحترافها التجارة ، والتقرش هو التجمع والاكتساب والتجارة .وثمة نص للملك الحضرمي إيلعز يليط من حوالي القرن الثالث الميلادي تحتمل دلالته على أن موكب الملك إلى الحصن الملكى أنود قد تضمن عشر نساء قرشيات . ولو صحت هذه القراءة لزكت قدم قريش واتصال بعض بطونها بجنوب شبه الجزيرة العربية أيضاً .وسلك قصى زعيم قريش سبيل السياسة أولا فأصهر إلى زعيم خزاعة حتى إذا ما ارتفع شأنه وبان ضعفها انقلب عليها ، وربما استعان عليها ببطن من قضاعة قد يكونون من الغساسنة أو ممن والوهم . وأجلى خزاعة عن مكة هم ومن والاهم من بكر فارتحلوا إلى بطن مر فى وادى فاطمة حيث انضمت إليهم فيما بعد بطون من كنانة وخزيمة بن مدركة وحالفوهم ، وأطلق عليهم مع مر الزمن اسم الأحابيش بمعنى الموالى أو شيء من هذا القبيل،