- المنطلقات التدريسية للنص الشعري تتجه هذه المنطلقات التدريسية والبيداغوجية إلى مدرسي اللغة العربية في المرحلة الثانوية، وذلك بهدف تمكينهم من توجيه العملية التعليمية لتدريس وفهم النص الشعري الحديث. المنطلق المعرفي يعكس المنطلق المعرفي المرجعية المعرفية و النظرية التي يستند إليها تدريس النص الشعري، حيث من غير المعقول أن نستمر في التعامل مع ظاهرة على المستوى التعليمي دون أن نعمل على تحديدها علميا، ودون الوقوف على قوانينها وسننها؟. إننا في عصر أصبح لا مجال للإرتجال فيه، بحيث أصبحت كل الممارسات والتطبيقات ، مهما كان مجالها، تعتمد على أسس علمية نظرية. في حين المرجعية النظرية فيؤثثها مجمل المنجز النقدي والجمالي الذي يتناول دراسة النص الشعري أو النص الأدبي عامة، مفهوما وإجراءا، أي الرجوع إلى المعرفة النقدية العالمة التي تزدحم بها كتب النقد والدراسات الأدبية حول الشعر. وقد تنوعت هذه المناهج النقدية بين مناهج سياقية تقليدية اعتبرت النص الأدبي وثيقة ومرجعا، ومناهج نصية حداثية قاربته بعده بنية لغوية مغلقة مبتورة الصلة بأية إحالة أو مرجعية، ومناهج مابعد حداثية تناولته على أنه مفتوح على القارئ وفاعلية القراءة والتأويل، {المنهج التاريخي ، المنهج االجتماعي، المنهج النفسي، المنهج األسطوري، المنهج البنيوي بتفريعاته المتعددة، المنهج اللساني، المنهج السيميائي، المنهج الثقافي، المنهج التداولي، جمالية التلقي. المنطلق البيداغوجي نقصد به المرجعية البيداغوجية المؤطرة لتدريس النص الشعري في مرحلة التعليم الثانوي ذلك أن المتعلم كان في ظل بيداغوجيا المحتويات أو المضامين وبعدها بيداغوجيا الأهداف يمثل دور المتلقي السلبي المستهلك، بمعية معلم يدّعي امتلاك المعرفة الكاملة، وهو وحده المخول بتقديمها جاهزة للمتعلم الذي يتلقاها عنه بلا اعتراض أو مساءلة. أما التدريس بواسطة الكفاءات نموذجا لعلاقة جديدة تربط الأستاذ بالمتعلم. تتمثل هذه العلاقة في كون التلميذ هو المحور الأساس للعملية التعليمية/التعلمية، فالتلميذ في ظل هذه البيداغوجيا يمكّن أساسا من كيفية التعلم. ففي ظل بيداغوجيا الأهداف كنا نتساءل عن : ماذا يتعلم التلميذ؟ وما هي الأهداف المسطرة لهذا التعليم؟ أما في ظل بيداغوجيا الكفاءات فإن السؤال المركزي أضحى هو: كيف نعلم المتعلم، لا شك أن الجانب المنهجي الذي تحيل عليه بيداغوجيا الكفاءات, هو نفسه الذي يحيل عليه تدريس النص الشعري الذي لا يكف عن طرح أسئلة شعريته، مما يجعل مستويات فهمه وتذوقه مرتبطة مبدئيا بمدى امتلاك المتعلم للمهارات السابقة، ويجعل منه في الوقت ذاته محَكاً لاكتساب هذه المهارات وتطويرها لتصبح في نهاية مرحلة تعليمية كفاءة، هي ما سميناه في بيداغوجيا النص الشعري ((الكفاءة الشعرية)). ينسجم تدريس الشعر مع هذا المنظور البيداغوجي تماما، بما يثيره الشعر من إشكالات وتساؤلات تبعث المتعلم على البحث والتنقيب في أعماق النص عن إجابات لها. بتوجيه وتسديد للخطى المنهجية من الأستاذ، وفي مواقف تعليمية دينامية يسودها الحوار والإختلاف وتعددية الرؤى. المنطلق التعليمي/ التعلمي ونقصد به الجانب الأكثر إجرائية في عملية تدريس النص الشعري، لأنه يجمع بين العناصر الأساسية لهذه العملية في ظل الموقف التعليمي، وهي: النص والمتعلم والمعلم ويتكئ هذا المنطلق بالطبع على حقل معرفي جديد هو تعليمية المواد عامة، و تعليمية النص الشعري بشكل خاص و عملية فهم وتذوق النص الشعري تؤثر فيها ثلاثة عوامل هي: السياق الذي تجري فيه المهمة(وهي هنا مهمة تعليمية/تعّلمية)- خصائص النص مع مراعاة خصوصية الخطاب الشعري – خصائص القارئ/المتعلم وبهذا يتعين على المعلم أن يكون على وعي دقيق بخصائص النص الشعري ووظيفته، وخصائص المتعلم وتمثلاته حول ثقافة النص،