دمج العمانيون كل التنوعات في الدين الإسلامي في روح شعبية واحدة أو كما يؤكد العُمانيون «كلنا مواطنون عُمانيون ومسلمون». وفي الوسط الديني بالسلطنة يصلي الإباضية جنباً إلى جنب مع المسلمين من المذاهب الأخرى، يتشارك ممثلون من مختلف المذاهب مواقع السلطة في كل البلاد ومنهم وزراء ومستشارون وأعضاء بمجلس عُمان الذي يضم مجلسين تشريعيين. المذهب الإباضي في رحاب الثقافة وهذا ما اكتشفه الرحالة عبر العصور. كما أدخل البحارة والتجار في رحلاتهم الإسلام إلى شعوب شرق إفريقيا وإندونيسيا والشرق الأقصى، وفي نفس الوقت جلبوا ثقافات هذه البلدان إلى عُمان كان لتجربة التواصل المستمر مع مختلف المجتمعات تأثير عميق على العُمانيين غارسة فيهم الاحترام لديانات وثقافات مختلفة عن ديانتهم وثقافتهم. حيث أوضح أن عرب عُمان خالين من التطرف بشكل ملفت للنظر ، بسطاء في عاداتهم ورائعين في ضيافتهم. وكانت تجربة بعثاتنا أن الناس يمكن التواصل معهم بسهولة بل ومستعدون للتعلم، بعد عقود من نشر مقالة الناشيونال جيوجرافيك كتب راي أف. ممعنا النظر في مهمته التي استمرت سنتين في الكنيسة البروتستانتية بعمان (۱۹۸۷ - ۱۹۸۹م) : «كان التحدث والسفر بحرية صعباً حتى وقت قريب ويظل كذلك في العديد من مناطق شبه الجزيرة العربية. كما أن مجتمع الوافدين مسموح له بناء الكنائس وليس هناك قيود على رجال الدين إلا فقط في مجال التبشير ». لقد خلق تاريخ عُمان العريق المرتكز على التعددية الدينية والتفاهم المشترك، كما يلتقون بأعضاء البعثة الأمريكية البروتستانتية بعمان، مستكشفين تبعيتها للكنيسة ضمن السياق بعمان، كما يحضرون برامج صيفية لتعزيز التواصل والتفاهم بين الأديان . ويعلّق زوار السلطنة السابقون والحاليون على آداب المجاملة والضيافة السائدة التي تبدو أوصالها تتخلل الجميع في المجتمع العماني. سواء في الحياة العامة أو الشخصية، وليس بهم عنف ولا مواجهة بأي طريقة كانت، ورغم أنهم حريصون على مبادئهم ومعجبون بدينهم إلا أنهم لا يفرضونه على الآخرين كما لا يفرضون أخلاقهم على الآخرين. كتب ألستون ولانج وابديا اتفاقهما مع أو فينجتون: أولئك الذين كان لهم شرف معرفة سكان مسقط المعاصرين سيقولون أن هذه المقولة لا تزال سارية. في القرن التاسع عشر ،