خلال الفترة الحديثة والعهد العثماني، ذهب العديد من العلماء الجزائريين إلى مصر طلبًا للعلم والمشاركة في الحركات الفكرية والدينية التي كانت تشهدها المنطقة. مصر كانت مركزًا علميًا وثقافيًا هامًا في تلك الفترة، وكانت ملتقى للعديد من العلماء من مختلف أنحاء العالم الإسلامي. إليك بعض أبرز العلماء الجزائريين الذين ارتبطوا بمصر وتوابع تأثيرهم: 1. الشيخ عبد الحميد بن باديس تأثيره في مصر: يعتبر الشيخ عبد الحميد بن باديس من أبرز الشخصيات الفكرية الجزائرية في القرن العشرين. رغم أن بن باديس لم يزر مصر بشكل دائم، تأثر بالثقافة المصرية، خاصة بتوجهاتها الإصلاحية التي قادها علماء مثل محمد عبده. هذا التأثير ظهر جليًا في فكره الإصلاحي في الجزائر، حيث عمل على تعزيز التعليم الوطني وتعليم اللغة العربية. مساهماته: من خلال تأسيسه للمدارس الوطنية في الجزائر، 2. الشيخ أحمد بن مصطفى الأزهري خاصة الفقه والأصول، ودرس على يد كبار العلماء في الأزهر. مساهماته: أثرى الشيخ الأزهري الحياة الفكرية والدينية في الجزائر، حيث نقل إلى الجزائر العديد من المعارف والمناهج التي تلقاها في الأزهر. 3. الشيخ محمد بن علي بن عيسى تأثيره في مصر: يعتبر الشيخ محمد بن علي بن عيسى من العلماء الذين درسوا في الأزهر وواكبوا الحركة الإصلاحية التي شهدتها مصر في القرن التاسع عشر. مساهماته: كان له دور بارز في التعليم الديني في الجزائر، وكان من المدافعين عن ضرورة إصلاح التعليم في الجزائر على غرار الإصلاحات التي شهدتها مصر تحت قيادة محمد علي باشا. 4. الشيخ الطيب العقبي تأثيره في مصر: التحق الشيخ الطيب العقبي بالأزهر وكان له دور في الحركة الإصلاحية والتعليمية في الجزائر. درس في الأزهر وتأثر بكبار العلماء مثل الشيخ محمد عبده. مساهماته: عندما عاد إلى الجزائر، قام بإنشاء مدارس ومعاهد دينية، وركز على تعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية، 5. الشيخ ابن عيسى بن عبد الله ودرس في الأزهر الشريف. اشتهر في مجال الفقه الإسلامي. مساهماته: قام بتدريس الفقه الإسلامي في الجزائر، وأسهم في نشر العلم الديني بين أجيال جديدة من العلماء، وكان له تأثير في تحسين مستوى التعليم الديني في الجزائر. التأثيرات الرئيسية لهؤلاء العلماء: 1. نقل الفكر الإصلاحي: تأثر العلماء الجزائريون بمفكرين مثل الشيخ محمد عبده في مصر، وساهموا في نشر أفكار الإصلاح الديني، 2. تطوير التعليم في الجزائر: هؤلاء العلماء لعبوا دورًا رئيسيًا في تطوير التعليم في الجزائر بعد عودتهم، سواء على مستوى التعليم الديني أو العلمي. قاموا بتأسيس مدارس علمية وزوايا للمساهمة في نشر المعرفة. 4. تأثير الأزهر كمركز علمي: كان الأزهر في تلك الفترة مركزًا علميًا مرموقًا يجذب العلماء من كافة أنحاء العالم الإسلامي، مما أثر على حركة التعليم والثقافة في الجزائر. الخلاصة: إجمالاً، لعب العلماء الجزائريون الذين درسوا في مصر دورًا حيويًا في نقل المعرفة وتطوير الفكر الإصلاحي في الجزائر، وعززوا من الروابط الثقافية والعلمية بين الجزائر ومصر، وكان لهم دور أساسي في مقاومة الاستعمار الفرنسي عن طريق التعليم والثقافة.