وهذه الاخلاق ترشد الى ان البربري محب لجنسه ووطنه مستكمل لصفات العمل لسعادتهما ودفاع الاجنبي عنها او على الاقل عدم الرضى من سلطته ولو طال امدها. وهذا من هناته فان كونه شحيحا جلفا خلاف الواقع المشاهد والمتواتر والمسطر في كتب التاريخ، وسترى ما يقوله ابن خلدون عنهم من صفات الكمال، منهم بوغورطة الموجود قبل الميلاد، ومنهم يوبا الثاني الموجود قبيل الميلاد، كان من اعظم الفلاسفة وامهر المؤلفين، كان نادرة الوجود علما وفصاحة وتقوى واخلاصا وتفانيا في خدمة دينه وجنسه وغير هؤلاء كثير قبل الاسلام منهم من قصهم علينا التاريخ ومنهم من لم يقصصهم علينا. اما بعد الاسلام فيكفي المرتاب ان يلقي نظرة على بعض عواصمهم التي كانت من عواصم العلم الكبرى مثل تيهرت وبجاية وتلمسان هذا بالقطر الجزائري فقط.