فهو كعلم من العلوم الإنسانية يهدف إلى بناء نظرية علمية متماسكة تعتمد عليها في فهمنا وتفسيرنا للسلوك الإنساني، وقد بذل العلماء في هذا المجال جهودا ضخمة، ففهمنا الدوافع السلوك الاجتماعي في الوقت الحاضر، وتحديدنا للعوامل المختلفة التي تؤثر فيه أفضل بكثير منفهمنا لها في العصور القديمة. ومن جهة أخرى فإن لعلم النفس الاجتماعي أهدافا أخرى عملية وتطبيقية، ترمي إلى تحسين مستوى معيشة الإنسان سواء على المستوى الفردي أم على مستوى الجماعات أم على المستوى الدولي، وذلك بفهمنا العميق لهذا السلوك. ومجال الصناعة والتجارة، والعلاقات الإنسانية. ونظراً إلى الأهمية التطبيقية والعملية لهذا العلم فإننا أفردنا لها وحدة خاصة في هذا المقرر هي الوحدة السادسة، إذ سنتحدث بالتفصيل عن ميادين الحياة المختلفة التي تطبق فيها نتائج البحوث المنبثقة عن علم النفس الاجتماعي. ومع ذلك فقد يكون من المناسب هنا أن نضرب لك بعض الأمثلة التوضيحية على إسهامات هذا العلم في مجالات الحياة اليومية والسياسيةوالاقتصادية والتربوية. خذ مثلاً مجال المفاوضات الدولية : ماذا يمكن أن يقدم هذا العلم لهذه العملية بوصفها فهو يوضح لنا العوامل النفسيةوالاجتماعية التي تسير هذه العملية، والمهارات الأساسية التي يفترض على المفاوض أن يلم بها ومحادثته، وبناء الثقة بينهما، وإدارة التوتر الذي قد ينجم في أثناء سير العملة التفاوضية،أما في مجال البيع والشراء،