1. علم الاجتماع والأنثروبولوجيا الاجتماعية والمسح الاجتماعي، غير أن هذه القضية تعبر عن طموح أكثر مما تصور الواقع. ومع ذلك، فإن النظر إلى تاريخ العلاقة بينهما يجعلنا نلاحظ أنه قد مرت فترة طويلة سادت خلالها علاقة وثيقة بين العلمين، ثم أعقبت ذلك فترة أخرى تمثل الاختلاف الكامل، بعد أن تبنت الأنثروبولوجيا المدخل الوظيفي بصفة عامة واستمر علم الاجتماع على الأقل في أوروبا في اتجاهه التاريخي، ثم ظهر في السنوات الأخيرة اختلاف جديد بين العلمين. التي لوحظت خلال فترة التباين فيمكن إرجاعها بسهولة إلى اختلاف موضوع الدراسة. ولا تتوافر عنها سجلات تاريخية. وكانت المناهج المستخدمة في الدراسة تتسق مع هذه الحقائق، إذ يمكن ملاحظة هذه المجتمعات بوصفها وحدات كلية وظيفية، كما أنه من اليسير وصفها وتحليلها باستخدام مصطلحات محايدة أخلاقياً، ولما كانت هذه المجتمعات تتغير ببطء، غير أن هذا الموقف قد تغير الآن تغيراً جوهرياً. فمعظم المجتمعات البدائية - إن لم تكن كلها - قد تغيرت، نتيجة تأثير الأفكار والتكنولوجيا الغربية، كما أخذت التجمعات الكبرى تسيطر على المجتمعات القبلية، ونمت الحركات الاجتماعية والسياسية، بحيث دفعت عالم الأنثروبولوجيا إلى الاهتمام بنفس المشكلات القيمية التي يواجهها عالم الاجتماع، وباختصار، إننا نلاحظ أن موضوع الدراسة الآن هو المجتمعات في أثناء عملية النمو الاقتصادي والتغير الاجتماعي، وهذا هو الموضوع الذي يدرسه عالم الاجتماع والأنثروبولوجيا على السواء، كما كثرت أعمالهم حول هذه المشكلات في آسيا وأفريقيا. أخذت تختفي بصورة واضحة، كما أن انفراد عالم الاجتماع بدراسة المجتمعات المتقدمة هي مسألة موضع جدل إلى حد ما. إلخ. كما تزداد الرغبة في تحقيق المزيد منه. ويجب أن نشير أيضاً إلى أنه يوجد بين المجتمعات المعاصرة فئة ثالثة بالغة الأهمية تمثلها المجتمعات التي لا تعد بدائية ولا هي متقدمة صناعياً. فالبحوث السوسيولوجية في الهند مثلاً، أو المجتمعات المحلية الريفية، أو بعملية التصنيع ونتائجها، عادة ما يقوم بها علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا معاً. حقيقة أن التدريب الذي يتلقاه علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا يحول دون ذلك إلى حد ما، لكن تطور العلوم الاجتماعية في تلك البلاد، وتناقص الاعتماد على الموارد التعليمية الأجنبية،