قبل الولوج الى عالم القرابين تاريخيا، وشهدت علاقتهما أحداثاً وانعطافات أدت إلى تشكل فصول السنة بما تأتي به من تقلبات وتحولات. إلى أن رآها الراعي فسلبته لبه، جمعت المصادفة بين الراعي تموز والفلاح أمدو، لكن عشتار التي عُرف عنها اختلافها عن باقي النساء قررت ترك عالمها العلوي واختارت النزول إلى العالم السفلي، لكنها كانت على علم بما ينتظرها في ذلك العالم الرهيب حين أمرت خادمها الأمين أن يذهب إلى معابد آلهة الهواء والقمر والحكمة ليطلب منهم حمايتها أثناء وجودها في العالم السفلي. اجتازت عشتار أبواب العالم السفلي السبعة وعند الباب الأخير كان لها موعد مع الموت فتحولت إلى جثة هامدة، وهذا ما دفع خادمها للاستنجاد بالآلهة التي تمكنت من إعادة الحياة إلى عشتار بعد ثلاثة أيام من أسرها، ولتذرف عيناي الدموع على المروج». فقد تحدثت أسطورة الخلق البابلية عن قيام عشتار بتحرير تموز (الذي تتم الاستعاضة عنه بالإله مردوخ) من أسره بعد مضي أيام من البكاء والعويل والمراثي والحزن، وجرت العادة على إحياء ذكرى هذه الأسطورة عبر طقوس كانت تقام كل عام، وللطبيعة التي تتوالى فصولها وتموت فيها الحياة كل شتاء من كل عام لكنها تبعث للحياة من جديد، ففي بابل كان الكهنة ينظمون المواكب كتقليد سنوي لإظهار الحزن على الإله تموز الذي أدى رحيله إلى العالم السفلي لحدوث الفوضى وحلول الخراب في الأرض من بعده، إحياء الأسطورة عبر حضارات الشعوب وإنما استمرت في أشكال شتى حتى نهايات تاريخ الحضارات القديمة في أواخر الألف الأول قبل الميلاد، تبدأ في فصل الربيع حيث تجلب معها الخضرة لأمها الأرض التي فرحت بعودة ابنتها إليها.