نشأ علم االجتماع احلديث يف أحضان أقسام الفلسفة، وعندما رجع الرواد األوائل من فرنسا إىل مصر وأتسس قسم االجتماع كان يف حضن الفلسفة وأطلق عليه قسم الفلسفة وعلم االجتماع، وعندما نشأ علم االجتماع يف اململكة العربية السعودية مل يكن وعندما جاء عدد من األساتذة األكفاء وانطلقت أقسام االجتماع يف جامعات اململكة وكان من بينهم من أسهم بشكل مناسب يف التفهم ملهمة وأمهية العلم أمثال األستاذ الدكتور عبد الواحد وايف رمحه هللا وغريه من العلماء ولكن من الناحية الفكرية والشرعية واللغوية يف مقدمتهم عاملنا الذي نتحدث عنه يف هذا الكتاب األستاذ الدكتور فاستفاد من خلفيته الشرعية وأتهليه يف املعاهد العلمية وكلية اللغة العربية مث دراسته لعلم االجتماع يف أمريكا، فأصبح له مقال أسبوعي كل يوم ثالاثء يف صحيفة وكان له أيضاً برانمج يف القناة السعودية األوىل بعنوان (دين ودنيا) يعرض عدداً من القضااي االجتماعية إضافة إىل قيامه بعدد من احملاضرات العامة يف املنتدايت والنوادي واملشاركة يف ابن خلدون العصر احلديث) وأشاد به علماء مثل فضيلة الشيخ حممد بن عثيمني -رمحة هللا عليه- الذي حرص وأن هذا االحتساب هو الذي يدفعه للعمل اجلاد املخلص يف كل وقت، خاصة يف وهذا جنده خمتمرا يف عقول احملليني ، ومن جيل إىل آخر ويف هذا السياق البد أن نؤكد أن نسبة عالية من إال أن على ما هو مفيد وقيم؛ إىل ابلصفات الكرمية والواردة يف القرآن -صلى هللا عليه وسلم - ويتحفظ اجلوير على تصورات النظرايت الغربية ومسلماهتا قائال: "حيتاج املهتمون يف جمال العلوم فقد وجد أن كل أوجه احلياة تتوجه بواسطة الدين، أما أنواع الدعم اآليل ابلنسبة للقبيلة فنجدها مل حتظ ابألمهية اليت وصوب هذا االجتاه ذكر العامل اجلوير(: ميكن األخذ بنظرة العامل دورکامي ابلنسبة للدعم اآليل فقط يف وجبانب العالقات املرجعية فالفرد يف القبيلة يولد يف ظروف معقدة من القوانني املتداخلة والتميز يف االستقرار املستقبلي يضع القرب من األهل نصب عينيه. إىل يرى العامل اجلوير أن ميدان علم االجتماع العائلي أهم فروع علم االجتماع وأكثرها تطورا وأسرعها منوا وقال اجلوير: "إذا نظران إىل املفهوم اإلسالمي الشامل جند أن هناك ارتباطا بني النظام األسري ألي وهو أن تبدو األمور وكأهنا تسري بينما تظل النار مشتعلة حتت السطح فال الرجل وال املرأة حيصلون على ما يريدون ويتمنون وتسري احلياة، هل يف األمر مبالغة أم أهنا مشكلة عميقة تتوارى خلف أستار من اخلجل واجلهل؟ ولكنها تطل علينا كل حني بوجه قبيح من الكوارث القرآن الكرمي يف أكثر من موضع تعبري عن العالقة اجلنسية بني الزوجني (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ ماذا يعين حرث األرض الذي استمدت منه هذه الصورة؟ إنه يعين تقليب األرض من أجل تنشيطها وبعث احلياة فيها، بني كل جزء ونظريه، واحلرث أبشد حراثً فمقابل كل مهسة مهسات ومقابل كل ملسة ملسات وهبذا يكون احلرث قد مت، دفء االحتواء: واآلن إىل الصورة الثانية: (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ) ويف هذا وصف العالقة اجلنسية كل نظرة تذوب يف وصفنا اللباس. إفضاء احلب واملشاعر: وأي عذاب أشد من أن تكون العالقة متصادمة متنافرة وهي وقدموا ألنفسكم: مث أتيت املعجزة اخلامسة: وكل آايت القرآن معجزة لتوضح املوقف وأن ما أسلفناه أمر صريح ابملالطفة واملداعبة واملالعبة لك كل ما تراه يصلح ليقربك إىل زوجتك كل ما فكل منهما يقدم لنفسه، فليجتهد كل إنسان أن يقدم نفسه يف أهبى صورة، أال تريد أن ترتك انطباعاً قوايً يف نفس زوجتك، وكل زوجة وزوج له خصوصية يف حدوث كما أشار اجلوير إىل أن التعدد ليس مشكلة يف حد ذاته فال ميكن أن يكون شيء مما شرعه هللا تعاىل مشكلة إمنا املشكلة يف تصرف االنسان وخباصة الرجل فإذا مل يقم ابلعدل وانشغل عن االهتمام ابألسرة حتدث املشكالت ليس من التعدد بل املشكلة يف االنشغال أن األعالم يضطلع وتربز أمهية وسائل اإلعالم يف رصد اإلشاعات واأللوان املختلفة للحرب النفسية، واحلرب النفسية وهذه األخرية أكثر خطورة من احلرب العسكرية ابستخدامها وسائل ظاهرة وابطنة خمتلفة هبدف التأثري على أعصاب والرتبوية والثقافية واالجتماعية األخرى وذلك لغرض إجياد سياسة إعالمية موحدة تكون مهمتها: وكشف عينات من اإلشاعات السلبية اليت يفرتض