مثل التي نمرّ بها بسبب الجائحة، لكنّنا نلجأ أحيانًا فقط إلى تعزيات أرضيّة، "المعزي الكامل"(النشيد بعد القراءة). على مستوى الحواس وبالكاد على مستوى القلب. وبكونه الرّوح فإنّه يعمل في روحنا. يزور "أعماق القلب"، مثل "ضيف النفس اللطيف" (نفس المرجع). افتح نفسك للرّوح القدس. ليس كما يفعل العالم الذي يعزي ويلاطف في فترة الازدهار، هكذا يفعل العالم، وكذلك يفعل بشكل خاص روح العدو، الشيطان: فإنّه يخدعنا أولًا ويجعلنا نشعر بأنّنا لا نُقهَر – هي إغراءات الشيطان التي تجعل الغرور ينمو فينا-، ثم يُلقي بنا على الأرض ويجعلنا نشعر بالخطأ. أمّا روح يسوع القائم من بين الأموات فإنّه يريد أن يرفعنا. وكانوا خلف أبواب مغلقة بسبب الخوف، ويرون أمام أعينهم ضعفهم وإخفاقاتهم وخطاياهم:لقد أنكروا يسوع المسيح. بل استمروا على حالهم. ثم نالوا الرّوح فتغيّر كلّ شيء: ظلّت المشاكل والنقائص نفسها، ومع ذلك لم يخافوا منها من بعد ولهذا لم يخافوا حتى مِن الذين أرادوا أن يُلحِقوا بهم الأذى. والآن يخافون فقط ألاّ يكونوا شهودًا للحبّ الذي تلقَّوْه. تنبأ يسوع وقال لهم: "فهُو، نحن أيضًا مدعوون لنشهد للرّوح القدس، الرّوح يطلب منا أن نفعِّل عزاءه. كيف يمكننا فعل ذلك؟ لا نُلقِ خطبًا بليغة، ولا بكلام مجاملات بل بالصّلاة والقرب. لنتذكر أنّ القرب والرّحمة والحنان هي أسلوب الله دائمًا. يقول الرّوح البراقليط للكنيسة إنّ اليوم هو وقت العزاء. إنّه وقت فرح إعلان الإنجيل أكثر من وقت النضال ضد الوثنية. إنّه الوقت لحمل فرح يسوع القائم من بين الأموات، إنّه الوقت الذي فيه نشهد للرحمة أكثر من تلقين القواعد والقوانين. إنّه وقت البراقليط المعزي!إنّه وقت حرية القلب في الباراقليط.