تقوم نظرية ابن خلدون في الفساد على ثلاثة جوانب مترابطة ارتباطا وثيقا كما يشكل الجانب الفردي القاسم المشترك وحجر الزاوية الذي ترتكز عليه أنماط الفساد المختلفة. كما بشير الفساد الحضاري إلى التدهور الاجتماعي الشامل الذي يتضمن فساد المدينة وإغراق ساكنيها في الشرف والملذات والاهتمام بالكماليات على حساب الضروريات وما يتبع ذلك من انهيار في القيم والمعايير الأخلاقية أما الفساد الاقتصادي فهو اختلال في الموارد والمنتجات التي تلبي حاجات الإنسان ويشتمل ذلك على الإسراف في النفقات وكساد الأسواق سوف يتناول الجزء التالي من الدراسة على تحليل الجوانب الفساد المختلفة وعلاقتها بفساد الأمال أو ذهابها يشير هذا المفهوم الخلدوني إلى تدني الروح المعنوية التي تدفع الفرد للعمل والإنتاج بسبب عدم وجود العائد المادي والمعنوي الذي يتناسب مع ما يبذله من مجهود،