يمكننا اعتبار الثورة الفرنسية التي حصلت عام ۱۷۸۹ في فرنسا أكبر مؤشر لظهور التيار الرومنسي فقد عرفت أوروبا بشكل عام تحولات كبيرة في الفكر من الناحية الفلسفية والحضارية والفنية والأدبية ولقد كان لسقوط الملكية من جهة، ولظهور الفكر الداعي إلى أن يكون الفنّ موضوعه الإنسان - في - الواقع، أثر كبير في انتشار التيار الرومنسي الذي شمل أوروبا كلها بدءًا بفرنسا وألمانيا، وصولاً إلى باقي الدول الأوروبية.وقد تأثرت الرومنسية كثيرا بفكر الأديب والمفكر الفرنسي جان جاك روسو في كتابيه العقد الاجتماعي، le contrat social ، وإميل Emile الذي كرس المبادئ الرومنسية في حين أن المجتمع يمثل الثاني، لكن المجتمع يفسده، وركزت في الألم الذي يخترق حياة الإنسان بفعل هذا الصراع، كما ركزت من خلال أدبها في الطبيعة والحلم، وغير هذا من الأمور المعروفة. وكان للثورة الفرنسية في مسائل التحرّر، وحكم الشعب، والدفاع عن الحق الاجتماعي. تأثير كبير جدا في أساس هذه الحركة. وقد رأى الرومنسيون أن الشر يلاحق الإنسان في صراعه مع المجتمع من أجل الخير، وأن الحل الوحيد له هو الهروب إلى الطبيعة واللجوء إلى الأحلام. فدعت إلى التغيير، مما انعكس تجديدا في الكتابة الأدبية موضوعات وأسلوبًا، وركّز في تجديدها، فظهر هذا النثر والشعر والمسرح وسوى ذلك.وفي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بشكل خاص، وصلت الرومنسية إلى العالم العربي على المستويين النثري والشعري، أما في الشعر، فقد لمعت أسماء شعراء رومنسيين كثر منهم إيليا أبو ماضي، وأحمد عبد المعطي الهمشري، وسواهم.من جهة أخرى، فابتعدوا من الصناعة، ومالوا إلى البساطة والعفوية في التعبير، كما تناولوا في موضوعاتهم الطبيعة بشكل واسع، ودعوا إلى الحرية والتمرد على الظلم والثورة على التقاليد البالية،