الفصل يقدم نظرة عامة عن الحقبة التاريخية التي عاشها التاجر إسماعيل أبو طاقية ويركز على أهمية دراستها نظرًا لغموضها وقلة البحث فيها. مع تسليط الضوء على عوامل داخلية مثل سيطرة الدولة وأمناء الجمارك الجشعين، بالإضافة إلى تأثير الأدوات التجارية والتحديات الاقتصادية الحديثة. كما يتحدث الفصل عن التحول في السلطة داخل الدولة العثمانية ودوره في إعادة هيكلة الاقتصاد والمجتمع في تلك الفترة، مع التركيز على فهم التغيرات الاجتماعية والاقتصادية الواسعة النطاق التي حدثت داخل الدولة العثمانية. تم تأليف الدراسة بعنوان "سيرة أبو طاقية شاهبندر التجار" من قبل نللى حنا، تتناول هذه الدراسة نظرية الإندماج في الاقتصاد الرأسمالي الأوروبي وتوضح كيفية تطبيقها على الدولة العثمانية. إلى أن بداية تهميش الاقتصاد العثماني يعود إلى القرن السادس عشر. بدأت الدولة تفقد سيطرتها على الاقتصاد بشكل تدريجي، حيث كانت تتدخل في تحديد أسعار السلع الرئيسية وتحظر تصدير السلع التي كانت تقل في العرض في السوق. ونتيجة لتدخل الدولة في تحديد أسعار عدة سلع، وخاصة السلع الغذائية والمواد الخام، وهذا الفرق في الأسعار دفع تجار الدولة العثمانية إلى تصدير هذه المواد إلى أوروبا، حتى عبر الأساليب غير الرسمية كالتهريب، مما أدى إلى عملية الإندماج بشكل أساسي. الفترة التي تناولتها تمثل فترة هامة من التحولات الاقتصادية والاجتماعية في مصر والدول العثمانية وأوروبا. حيث شهدت تلك الحقبة تحولًا من المجتمع الإقطاعي إلى المجتمع الرأسمالي، وتغيرت العلاقة بين الدولة والمجتمع بشكل جذري. كما أشارت التفسيرات إلى دور التحولات الاقتصادية والاجتماعية في حدوث الاضطرابات والعنف في الدولة العثمانية. يمكننا فهم تأثير النشاط التجاري النشط والثروات التي جناها التجار على المجتمع والسياسة. كما يتضح دور المحاكم في دعم النشاط التجاري وتوسيع نطاق العمل والنشاطات المجتمعية. وكذلك التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية على هيكل العائلة والمجتمع بشكل عام. الفصل الثاني يتلخص الفصل فى اربع اجزاء  الإطار الإجتماعى للتاجر اسماعيل ابو طاقيه . تعيننا دراسه النشاط التجاري الذى مارسه اسماعيل ابو طاقيه و نخبه التجار من أبناء جيله على إيضاح عدد من الأمور المتصله بالمجتمع فى عصرهم . منها قواعد السلوك الاجتماعي الصارمة التى تكتشف عن الكتير من مظاهر حياه الناس وهذه الآراء معتمدة على نماذج نظريه أكثر اعتمادها على ادله وثائقيه . لقد تنقل ابو طاقيه بين عدد من مختلف التجمعات و قد يعطى هذا التعدد فى التجمعات انطباعا أن حياه الفرد كانت تخضع لسيطرة هذه التجمعات المختلفه فرضت كل منها عليه التزامات معينه ويوضح لنا ابو طاقيه مدى تأثير تعدد التجمعات على شخصيته وكان لهذا صدد فى التحولات التى حدثت فى حياه ابو طاقيه المهنيه و العائله فقد انتقل من شريحه اجتماعية إلى أخرى الهجرة من الشام إلى مصر وتأخذنا المرحلة الأولى من أحمد أبو طاقية إلى مطلع حياة ولده "إسماعيل" حيث لعبت ظروف تلك المرحلة دورا فى الصلات الحمصية التى إحتفظ بها إسماعيل فى تجارته وعلاقاته الاجتماعية والعائلية. وتعد هذه المرحلة من تاريخ العائلة أقل المراحل توثيقا، فليس لدينا ما يشير إلى تاريخ ميلاد إسماعيل أبو طاقية أو أى من أفراد عائلته التنشئة فى القاهرةوالمرحلة الثانية من تاريخ عائلة أبو طاقية تغطى السنوات الأولى من عمر إسماعيل وأخيه ياسين أبو طاقية وتعليمهما ودخولهما عالم التجارة. ففى تلك المرحلة عمل الأب وولديه معا، حتى إذا شبا عن الطوق، وإتسمت تلك المرحلة من حياة إسماعيل وياسين بالنشاط داخل دائرة مغلقة تضم العائلة من ناحية، والتجار الشوام بالقاهرة من ناحية أخرى مساره مشاركة العائلةونستطيع تتبع آل أبو طاقية وهم يتحولون من عائلة تجار إلى بيت تجارى عائلى. فكان أفرادالعائلة الذين إشتغلوا بالتجارة وحملوا لقب "خواجة" أو خواجكى أنماط تجارية جديدةونستطيع أن نحدد بداية المرحلة الثالثة من تاريخ العائلة بوفاة أحمد أبو طاقية، ولذلك كانت وفاة أحمد أبو طاقية تعنى صعوبة إستمرار النشاط ولكن كان قراره بالعمل منفردا محض إختيار متعمد إتخذه على حساب الولاء للعائلة إلى حد ما. وخلال تلك المرحلة بلغ إسماعيل ذروة حياته العملية فى مجال الحرفة، وإرتقى إلى مرتبة شاهبندر التجار. وتم ذلك إعتمادا على نشاطه الفردى ومن خلال أنماط تجارية خارج نطاق العائلة.  إنتاج السكر أى قبل الفتح العثمانى لمصر. إذ كان القصب يزرع فى الصعيد والدلتا، وكانت هناك إمكانيات لتصدير السلعة عن طريق البحر الأحمر إلى جدة ومكة ومخا. وقد تنوعت الآليات التى حدث عن طريقها هذا التحول، وكان الملتزمون يتولون جباية الضرائب من الفلاحين دون التدخل فى تحديد نوع المحاصيل التى يزرعها هؤلاء  مثلما حدث مع الشيخ محمد الشنوانى الذى كان يزرع ستين فدانا من القصب بالمنوفية. 139 ولعل قيام تجار كبار من أمثال أبو طاقية والرويعى وجمال الدين الذهبى بالإستثمار فى أدى إلى تحقيق عدد من النتائج. وساعدت هذه الصناعة على الإنتعاش بعدما أصابها من الركود خلال القرن الخامس عشر، الذى كتب عنه الكثير، وليست أدوات يمكن للسلطات من خلالها تعزيزها حسب هواها. فهم يشكلون جماعة ويصبحون قوة اجتماعية واقتصادية لا يمكن تجاهلها، فقوة التجار كانت تعتمد إلى حد كبير على الأفراد، وقد تم تحقيق العديد من أهدافهم من خلال الجهود الفردية وليس من خلال الطوائف. وربما يمكن لمزيد من البحث تسليط الضوء على هذه القضية. إلا أنه ربما تم تعزيز هذا الموقف من خلال التغيرات الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة التي أثرت على التجار خلال نصف القرن الذي تغطيه هذه الدراسة. ولقد أثرت التغييرات في التجار والتحالفات التي أقاموها مع النخبة العسكرية على هيكل السلطة في مصر. ساعد التجار في تشكيل الأحداث التي وقعت، ولا يقل أهمية عن هذا الدور معرفتنا بكيفية إدارة عجلات المجتمع في تلك الحقبة، بمعنى آخر، أو الجيوش العسكرية التي قاتلت ضدهم، هي وحدها التي شكلت تاريخ تلك الحقبة؛ بل لعب التجار أيضًا دورًا في تشكيلها. وليست أدوات يمكن للسلطات من خلالها تعزيزها حسب هواها. فهم يشكلون جماعة ويصبحون قوة اجتماعية واقتصادية لا يمكن تجاهلها، فقوة التجار كانت تعتمد إلى حد كبير على الأفراد، وقد تم تحقيق العديد من أهدافهم من خلال الجهود الفردية وليس من خلال الطوائف. وربما يمكن لمزيد من البحث تسليط الضوء على هذه القضية. إلا أنه ربما تم تعزيز هذا الموقف من خلال التغيرات الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة التي أثرت على التجار خلال نصف القرن الذي تغطيه هذه الدراسة. ولقد أثرت التغييرات في التجار والتحالفات التي أقاموها مع النخبة العسكرية على هيكل السلطة في مصر. ساعد التجار في تشكيل الأحداث التي وقعت، ولا يقل أهمية عن هذا الدور معرفتنا بكيفية إدارة عجلات المجتمع في تلك الحقبة، ومختلف القوى الاجتماعية المرتبطة ببعضها البعض بروابط المصالح المشتركة. هي وحدها التي شكلت تاريخ تلك الحقبة؛ ويمكننا وضع دراسة التغيرات في وضع التاجر في سياق التغيرات الاجتماعية الأخرى في الولايات العثمانية. على سبيل المثال، أنه في الفترة نفسها، عندما تم تحويل أراضي المشاع إلى ملكية عامة، حيث ظهرت طبقة من ملاك الأراضي الزراعية، ويشهد ظهور الحراك الاجتماعي في تلك الأوقات تغيرات في هيكل السلطة، ولعل تجربة تجار القاهرة تمثل أحد جوانبها. صورة أوسع للتغيرات الاجتماعية التي حدثت خلال تلك الحقبة في الدولة العثمانية آنذاك. وهذا السؤال يتطلب المزيد من البحث ليعطينا فهما واضحا للتغيرات التي طرأت على مختلف القوى الاجتماعية في عموم الدولة العثمانية خلال تلك الحقبة. حيث كان الرعايا يقدمون فائض الإنتاج للحكام نقدًا أو عينًا. مثل روابط المصالح والصراعات والتنافسات والنفوذ المتبادل والمنافع التي كانت تربط بين الحكام والتجار لقاهرة عام 1600. إذ كانت أكبر مدينة في الدولة العثمانية حتى الآن. حيث تعيش مجموعة متنوعة من الناس من مختلف الطبقات الاجتماعية من الولايات العثمانية المجاورة مثل الشام، وباعتبار أنه كان تاجرا فكانت القاهرة مركز نشاطه التجارى وبها تقع أكبر الوكالات التجارية، ساهم أبو طاقية والتجار من أبناء جيله في التطور العمراني للقاهرة خلال أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر، وقد قام التجار مثل أبو طاقية باستثمارات مالية كبيرة لاستيعاب حجم التجارة المتزايد وبناء البنية التحتية والمرافق العامة مثل المساجد. ومع ذلك، كان التوسع في التجارة والنمو السكاني وتوافر المساحة الحضرية من العوامل التي أدت إلى ظهور التجار في التحضر. ولم يكن هذا الاتجاه خاصاً بالقاهرة، فقد حدثت ظواهر مماثلة في مدن تجارية أخرى مثل البندقية وأنتويرب. وتراجع دور السلاطين المماليك والباشوات العثمانيين في التحضر، مما خلق فراغًا ملأه التجار. ولا يمكن تفسير هذا السلوك من الناحية الاقتصادية فقط، كان التجار مثل أبو طاقية مدفوعين بشعورهم بالمسؤولية لتطوير البنية التحتية الحضرية وتعزيز مكانتهم. مثل المساجد والمدارس، لعب التجار أيضًا دورًا في توجيه التنمية الحضرية، مثل توسيع القطاع التجاري في القاهرة والضواحي الغربية للمدينة. تشييد وكالات جديدة شُيدت مبانٍ تجارية لتلبية احتياجات التجار، بالقرب من المركز التجاري للقاهرة، جعل منها مكانًا مرغوبًا للعيش فيه. ومع ذلك، وهي منطقة مصيف شعبية للأثرياء. بنى إسماعيل وتجار آخرون منازل هناك مستمتعين برفاهية ركوب القوارب وهدوء المنطقة. بنى إسماعيل أيضًا مسجدًا في المنطقة، والذي كان مركزًا مهمًا للحي. كان الدافع وراء تطوير الأزبكية هو التجار والعلماء، الذين قاموا ببناء البنية التحتية اللازمة لتزايد عدد السكان.  الحياة العائلية في بيت ابو طاقية  كان أبو طاقية يتجه إلي بيته بعد يوم حافل   خلال الشوارع المزدحمة و الضوضاء و عندما يقترب من البيت يعم الهدوء و السكينة و لكن داخل المنزل هناك الإمر مختلف حيث صخب الأطفال و هم يلعبون في الفناء و الألوان المتعددة و الأشجار الباسقة و النباتات و العبيد و الخدم يتولون امر الحديقة و يعنون بالاسطبل  كانت سنوات الشاهبندرية قد حولت أبو طاقية إلي شخصية عامة ، فإنعكس ذلك علي مظهره و ملبسه و بيته إذ قام بتوسيع البيت و زخرفته و إحاطة بالمظاهر الترف التي عرف عليها الأثرياء و من مظاهر الترف المادية في البيت الشمعدان الفضي،   حجة التركة ، و العديد من الأدوات المنزلية النحاسية و الأطباق التي صنعت من خزف أزنيك و هناك تغير أخر من حيث كيفية تغير هيكل العائلة نتيجة لارتفاع المكانة الاجتماعية و خاصة فترة سنوات النضج و النجاح في السوق و هذا يتيح لنا فرصة دراسة التداول التي لعبها أفراد العائلة و علاقتهم به و ببعضهم و علاقتهم بالآخرين تبين لنا دراسة الحياة العائلية كيف استطاع أفراد العائلة الذين كانت لهم مواهب خاصة أن يسمعوا بعض و لكن في الإطار الأبوى فرغم صرامة هذا النظام و احترام الأفراد له و لكن لم يؤدي ذلك إلي محو الروح الفردية اعلي سبيل المثال بعض نساءالاسرة يلعبون أدوار متعددة فتميزوا من قوة الشخصية و كانوا يأخذون رغبات النساء علي محمل الجد بالرغم من تعدد الأزواج فتميزوا نساء أبو طاقية أفضل من الفرنسيات و الإنجليزيات في القرن السابع فحتي إذا كانت المرأة تمتلك ثروة فعندما تتزوج يصبح من حق الزوج أن يتصرف في الممتلكات وكذلك من الظواهر أيضآ مطاردة الساحرات في فرنسا ، ألمانيا و انجلترا و معظم الضحايا كانا من النساء فعانت النساء في أوروبا بالاضطهاد و عندما بلغ أبو طاقية ذروة النجاح أعيد ترتب بيته و عائلته فقد كان الاب في السوق الأبوي للعائلة و يحظي بمكانة اعلي من الزوجة وفي إطار الهيكل الهرمي للعائلة نري عندئذ العائلة علي حقيقتها كما عشها الأفراد و يبدوا بذلك الهيكل العائلي الازدواجي الذي قامت القوى الاجتماعية و الاقتصادية بتشكيله و تحديده بدرجات متفاوتة و دراسة العائلة من هذا المنظور تقوم علي اساس اعتبار العائلة كيانا حركيا و متغيرا فقد تتأثر العائلة بعدد من الظروف المحيطة بها . العائلة الممتدة تأرجحت علاقة إسماعيل بأخيه و أخواته صعودا و هبوطا حتي تجمعت العائلة حوله ففي فترة الشباب شهدت نزاع إسماعيل و ياسين امام المحكمة و اتهام إسماعيل بالتدليس فيما يتعلق بالتركة و امر غير مألوف فكان من الممكن أن يتم حل هذا الأمر داخل العائلة لتجنب إذاعة النزاع علي الملأ و لكن لم يتم ثبات التهمة علي إسماعيل و أصاب أخواته بالحزن لعدم استطاعتهم لتقديم دليل و كان سبب هذا هو الغيرة من إسماعيل حيث كان غني ، و لكن ثروة إسماعيل لم تؤثر علي علاقته بأقاربه بل أدت إلي إعادة ترتيب العلاقات علي اساس هرمى فعندما بلغ إسماعيل ذروة النجاح أصبح علي أخواته الاعتراف بمكانته امام المجتمع شاهدت علاقتهم ببعضهم تغير فقد رغب إسماعيل في الاحتفاظ بالعلاقة الوثيقة مع ياسين دون الدخول مع في علاقات مالية و كان أحد مظاهر ذلك تلك العلاقة القربي في السكن و كان هناك مظهرا أخر للعلاقات المتغيرة بين الأخوين فكان إسماعيل الأكبر و الاغني جعل ياسين و أولاده من منتفعي الوقف الذي أقامه جاء ضم ياسين و أولاده دليلا علي ترابط العائلة و حرص علي إظهاره و إبراز دوره كرب العائلة  تحالف الزوجات و الجواري فإختلفت العلاقة في البداية و في السنوات الأخيرة وجهت هذا الاختلاف حقيقتان ارتفاع قدره و اندماجه في المجتمع القاهري فقد بدأ اختيار زوجاته من دائرة محدودة النطاق و خاصة من الشوام و اتخذت طابعا أكثر انفتاحا علي المجتمع القاهري ، فكانت العائلات الشامية تمثل دائرة الأصدقاء و الاقارب لدي إسماعيل أبو طاقية فعندما بلغ سن إسماعيل الزواج كان الاختيار محصورا من مجموعة محدودة من الاقارب . فتزوج إسماعيل من بدرة بنت عبدالرحمن بن عريقات و هي عائلة من تجار حمص المعروفين و من أودين بنت عمه فكانت بدرة تملك ثروة من وفاة ابيها و زوجها ، كان ياسين اقل توفرا الذي انفرد بالبقاء خارج تلك الدائرة عكس أخواته و عندما قرر إسماعيل الزواج من عطية الرحمن بنت الخواجة أبو بكر الاحمير حيث كانت تنتمي إلي عائلة من التجار المصريين فكان يملك أرض صلبة ماليا و اجتماعيا كتاجر كبير وناجح في القاهرة و بعد وافاة إسماعيل كان لديه ابن واحد ،