وتجيدها وكانت تتواصل عبرها مع هذا الفن نفسه. فواحدة من خصوصيات الفن الاسلامي, انه فن يتوجه اولا للعين, ويأخذ من العين طريقا للوصول الى كل الانسان ككائن موحد. ايقاض لغة العين ان تقرأ مضمون المستقيم والمنحني, الخط المغلق والخط المفتوح, النظام الخفي الذي يحكم مسار العناصر. فلقد شهد الفن الاسلامي, هي القصد الاول سواء أكنا في مجال القراءة والـتأمل, أم في مجال التذوق والفهم. كما هي بالنسبة لكثير من الفنون, مفردات لغة العين هي الشكل, اي الشكل كحروف تؤلف كلمات, وذلك باقتدائها نظام خاصا, يشكل بدوره سر هذه اللغة او جوهرها. وفي الاصغاء للنظام الخفي الذي يحكم مسيرة هذا الشكل, والسير معه في قوانينه وعلاقته وامكاناته, فتحتجب عندها اللغة والعين معا, امام الشهادة التي يشهدها هذا الفن. نقول بايقاظ لغة العين, فانه فن بلا زمان, فلا حاجة اذن لذاكرة تحفظ الاسماء, بل نحن بحاجة الى عين تعرف كيف تقرأ الفرح والخير , ودقتها ونظامية تراكمها, اي ان نقرأ الحتمية التي تقف وراء تجلياتها. او كاشاراة لنظام خفي يحكم تجليات الكون بأسره,