في مطلع ذلك الحي وفوق سنديانة قديمة تستيقظ العصافير صباحًا لتعزفَ موسيقاها الهادئة، وصدق كلماتهم البسيطة التي تكاد تفهمها من المرة الأولى، فكل مكان يرافقهم ينبض بياضًا يشبه بياض قلوبهم. وبعض من الزهور الفواحة التي تشاركهم أحزانهم قبل أفراحهم بكل ما فيها من تفاصيل، ومهندس رسم تصميمات عدة لينهض ببلده ويعمرها. ذلك الحي الذي بنيت كل لبنة فيه بجهد أبنائه وهمتهم، فكل لبنة تحكي قصة تعب وفرح وألم وتجاوز الكثير من التفاصيل المهمة لأجل الحصول على لقمة العيش نهارًا، لأجل بضع نقود وضعت جانبًا ليوم رمادي ذي لون قاتم يطرق الحياة في داومتها المعتادة، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز ما يشير إلى طبيعة الكون من لحظة الصحوة صباحًا والانطلاق للعمل. فقد جعل الله النهار الوقت المناسب من أجل البحث عن لقمة العيش، ليحصل كل واحد على رزقه المقدر والمكتوب من الله تعالى، أما الليل هو لحظة السكينة بعد عناء يوم طويل يأوي فيه طالب الرزق لفراشه، وقد يجلس بين أبنائه يبادلهم أطراف الحديث، بين كل لبنة وأخرى ميثاق حب،