حقاً إن رأس الحكمة وسنامها مخافة الله سبحانه وتعالى، ومن ثم يكون الخوف من الله تعالى سبباً في استقامة النيات وأعمال القلوب. فإن خوف الإنسان من ربه يجعل نصب عينيه قول الحق سبحانه: “الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ”. حيث نهاه ولا يفقده حيث أمره، وبهذا يكون من الحقائق واليقينيات أن رأس الحكمة مخافة الله تعالى. وأهل معصيتي لا أقنطهم رحمتي إن تابوا إلى فأنا حبيبهم، والذي فسره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عمر بن الخطاب “الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك”، ويريد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا التفسير أن الإنسان في شتى معاملاته ينبغي أن يستحضر قرب الله منه، وقد وصى النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه بهذه الوصية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “انظر ما تقول، قال يا رسول الله عزفت نفسي عن الدنيا،