يعتبر التغير الاجتماعي عملية تحدث في أي مجتمع من المجتمعات، وسوف تصاحب هذه العملية مجموعة من النتائج والآثار الاجتماعية والاقتصادية، بما فيها تغير نسق العادات والقيم الاتجاهات والمواقف. والمجتمع الجزائري يعتبر من المجتمعات التي شهدت عدة تغيرات وتحولات عميقة وفي شتى المجالات، ومجال الاسرة والمجال التكنولوجي وغيرها من المجالات الأخرى ولا شك ان هذه التغيرات والتحولات سوق تنعكس على عادات ومواقف الأفراد وقيمهم واتجاهاتهم داخل المجتمع. ولقد شهد المجتمع الجزائري تغيرات وتحولات في المجال التعليمي، والمجال الأسري كما عرفت وسائل الإعلام والاتصال انتشارا واسعا بين افراد المجتمع، كلها عوامل أثرت على اتجاهات ومواقف الأفراد وأفكارهم، وفي شتى المجالات وهي تظهر للعيان في الكثير من المجالات والنظم، بما فيها النسق القيمي في المجتمع، وذلك انطلاقا من أي تغير على أي نسق في انساق المجتمع لابد وان يمس بشكل او باخر بقيمة الانساق الأخرى، التحولات الاجتماعية والاقتصادية وأثارها على القيم في المجتمع الجزائري، ومن الواضح ان النشاط البدني الرياضي أصبح يشكل قضية من قضايا ومشكلات ذات طبيعة اجتماعية في جوهرها، ولان المتطلبات الحقيقية للناس إنما تنبثق من بين ثنايا الظروف الاجتماعية والثقافية الخاصة في اعقاب التغيرات التي احدثتها اتجاهات التغير الاجتماعي وعوامل النقل الثقافي، والتقدم التقني الهائل وتطور أساليب نقل المعلومات. كلها أدوات فتحت المجال واسعا أما الافراد للتواصل وفك العزلة، حيث أصبحت الرياضة تشكل قضايا ومشكلات ذات طليعة اجتماعية في جوهرها، ولأن المتطلبات الحقيقية للناس إنما تنبثق من بين ثنايا الظروف الاجتماعية والاقتصادية الخاصة في أعقاب التغيرات التي احدثتها اتجاهات التغير الاجتماعي وعوامل النقل الثقافي والتقدم التقني الهائل وتطور أساليب نقل المعلومات، فكثيرا ما يتم تبنى قيم ثقافية معينة سواء كانت محلية أو أجنبية من خلال الاحتكاك بين الفاعلين الاجتماعيين الذين يلتقون في أماكن معينة كأماكن العمل، لكل أمة من الأمم منظومتها القيمية المشتملة على العقائد ومجموعة القواعد العامة التي تشكل أساس نظامها العام ومرجعيتها العليا، ثم في المؤسسات التعليمية بعد ذلك الى جانب المنظومة الإعلامية والثقافية في المجتمع. وغير أن الامر يختلف الان في ظل ظروف التطور الحاصلة في جميع القطاعات وعلى وجه خاص التقدم التقني الهائل في وسائل الاتصالات والمعلومات. وندرك ان تقهقر الرياضة في الجزائر يعود سره الى تقلص قاعدة الممارسة الرياضية غير كافية القطاعات الاجتماعية ابتداء من الروضة الى الحي مرورا بالمدرسة الى غيرها من الميادين الاجتماعية ومجالاتها وبالتالي يتحقق ذلك التطور إلا إذا منحت حق الممارسة وفرضها لكافة أبناء المجتمع الجزائري خصوصا في المدرسة. إن الاسرة الجزائرية التي كانت تمثل إبان الثورة التحريرية عاملا هاما للتماسك والاستقرار النفسي للأفراد، ولهذا يذهب عبد الوهاب بوحديبة الى القول بأنه اما كل هذه التغيرات لابد من إيجاد نمط جديد لكن بدون اللجوء الى النمط الغربي الذي هو في حد ذاته في أزمة، بل لابد من تحقيق نوع من الحياة العائلية التي تأخذ بعين الاعتبار المتطلبات التي يواجها المجتمع إضافة الي القيم التي كانت دائما جزءا من شخصيتنا الاجتماعية.