وليس المقصود أن تكون هذه المعرفة نظرية ، أعني معرفة تقتصر على حفظ أسماء أعضاء النطق ، ووصف تكوينها ووظائفها، بل المقصود أن على دارس الأصوات أن ينتقل من هذا إلى أن تكون له ، بعد طول مران ، قدرة على إحداث أصوات أي لغة ، أو كما كان يقول العرب القدماء على «ذوق» الحروف و الحروف هنا تعني أصوات اللغة) . هذه الأصوات الكلامية تنتجها حركات لأجزاء من الفم والأنف والحلق والرئتين . بل معظمها ثابت وقليل منها هو القابل للحركة كاللسان والشفتين ) وإذا توصل إنسان إلى السيطرة على الأنواع العامة للحركة التي تقوم بها هذه الأجزاء ، وعلى الارتباطات التي يمكن أن تكون بين هذه الحركات، فإنه قادر إذن على نطق أصوات أية لغة، لأن أصوات اللغات جميعاً تحدثها ارتباطات معينة بين هذه الأعضاء فإنه إذن قادر باصطناعها أن يمثل كتابة ، أصوات أية لغة. وخلال الوترين الصوتيين متذبذبين، وإلى الفم ؛ ويبين هذا الرمز كذلك أن مجرى الهواء قد أنس في الفم اعتراضاً آنياً ولكنه اعتراض تام ناتج عن غلق ممر الهواء إلى الأنف، وغلق ممره خلال الفم عن طريق غلق الشفتين . ۲ - والآن نأخذ في التعريف بأعضاء النطق الرئيسية حتى نألف أسماءها العربية، وما يقابل هذه الأسماء بالإنجليزية والفرنسية تيسيراً للرجوع إلى ما كتب عن الأصوات اللغوية بهاتين اللغتين ١ - (الحنك ) ، أو سقف الحنك ) أو (سقف الفم أو الحنك الأعلى » يقسم الحنك من وجهة نظر الأصوات اللغوية إلى ثلاثة أقسام: ١ - ( مقدم الحنك ) أو (اللثة )) ۲ - وسط الحنك » أو (الحنك الصلب ) ( وإليك تعريفاً مبسطاً بكل قسم من هذه الأقسام : ۱ - مقدم الحنك هو ذلك القسم من سقف الحنك الواقع خلف الأسنان العليا» مباشرة وهو (محدب ) () ومحزز . أما الحد الفاصل بين اللثة وبين ما يليها من الحنك الصلب فهو ذلك الموضع من سقف الحنك الذي ينتهي فيه التحدب ويبدأ التقعر واللثة من أعضاء النطق الثابتة . و اقصى الحنك» أو «الحنك اللين و يمكن أن يدرك الفارق بين صلابة الجزء الصلب، أو باللمس باللسان، أو بالإصبع. قد يُرفع الحنك اللين ، وكثير من أصوات اللغة العربية يتكون عندما يتخذ الحنك اللين هذا الموضع ، مثل أصوات الباء ، والتاء والسين ، الخ . أما إذا خفض الحنك اللين فإن الطريق أمام الهواء الخارج من الرئتين يكون مفتوحاً لكي ينفذ من الأنف. ولا يتم نطق النون والميم العربيتين إلا عندما يتخذ الحنك اللين هذا الموضع . أما نهاية الحنك اللين فتسمي (اللهاة» (١) ، ولها دخل في نطق القاف العربية . ۲ - الفراغ الحلقي » ، ٤ - أما الغلصمة» (۱) فهو نوع من اللسان واقع فوق الحنجرة بصورة خاصة لتحمي الحنجرة خلال عملية البلع ، ولكن يبدو أنه لا دخل لها في تكوين أي صوت كلامي . أو «الحبال الصوتية : ولكن جرى الاصطلاح على هذه التسمية . وهذان الوتران ممتدان بالحنجرة أفقياً من الأمام إلى الخلف . وهما من أعضاء النطق المتحركة، ولهما القدرة على اتخاذ أوضاع متعددة تؤثر في الأصوات الكلامية ، وهذه الأوضاع أربعة هي ١ - الوضع الخاص بالتنفس وتسمى الأصوات التي تنطق عندما يتخذ الوتران هذا الوضع الأصوات المهموسة» ويتخذ الوتران الصوتيان هذا الوضع عند نطق الصوامت العربية الآتية : التاء، والثاء، والحاء ، والخاء والسين والشين ، الجيم، الراء ، الزايرالضاد الظاء ، العين، الغين اللام ، الميم النون، الواو في مثل (وجد))،