إلى أسرة عثمانية تنسب إلى إقليم قرمان في الأناضول، وهـو القسم الآسيوي الـذي بـدأ فيـه ظهـور الدولة العثمانية. وقد استوطنت هذه الأسرةينة طرابلس في مطلع العهد العثماني. وتولى ابنـه يـوسـف والـد أحمـد بـاشـا إدارة ساحل المنشية شرقي المدينة وقـد التحـق أحمـد القرمانلي بجيش الإيالة أيضا، وخلال الصراع الدائر على السلطة في السنوات الأخيـرة مـن العـهـد العثماني الأول بيـن كـبـار الضباط وطوائف الجيش في الإيالة، تمكـن أحـمـد بـاشـا بمساعدة أعوانه وجمـوع مـن الأهالي سنة 1711م، غير أن السلطان العثماني لـم يوافقـه علـى ذلك في أول الأمر، وأرسـل خـلـيـل بـاشـا والـيـا مـن طـرفـه مـؤيـدا بفرمـان سلطاني على رأس قـوة حربية. والنزول هناك للاستعانة ببعض الأهالي، وقـد تـمـكـن أحمد القرمائلي من استرضاء السلطان العثماني بواسطة وفد أرسله، ويحمـل معـه الكثيـر مـن الهـدايـا للسلطان وحاشيته. أهم أعماله : 1- توحيد ليبيا: عمل على توحيد البلاد سياسيا وإداريا، أي كل أطراف الإيالة التي تضمها ليبيا اليـوم. 2- وضـع نـواة البحرية الليبية : جدد تأسيس الأسطول البحري الذي تعود بدايات نشاطهي العهد العثماني الأول، وجدد الأسطول وأضاف إليه قطعاً جديدة، حتى تكامل وحمى به السواحل من خطر السفن الأوروبية المعادية . بيـن سـواحل الإيالـة ومـا وراء الصحـراء ومـدن وسط قارة إفريقيا. 4- بني جامعا وألحق به مدرسة، ويروى أنـه بنـي بموضع الجامع الـذي أنشأه عمرو بن العاص - رضي الله عنه - عندما فتح طرابلس، ولا يزال يعـرف بجامع أحمـد باشا إلى اليـوم، وبرز في عهده العالم محمـد بـن خـلـيـل بـن غلبـون، وهـو فـقيـه ومـؤرخ ليبي، درس بالأزهر وكانـت لـه مكـانـة عاليـة لـدى أحمـد باشا القرمانلي، وقد دعـاه إلى وضع كتابه التاريخي المعروف بعنوان: (التذكار فيمـن ملـك طرابلس ومن كان بهـا مـن الأخبـار). وهو يعـد مـن أهـم المصادر التاريخية إلى اليوم في المكتبة الليبية . جامع أحمد باشا القرمانلي نحـو (34) سنة، قام خلالها بأعمال جليلة،