أولا: التعليم التحضيري: هو المرحلة التعليمية التي تسبق الدراسة الابتدائية الرسمية وهي التربية المخصصة للأطفال الذين لم يبلغوا سن القبول الإلزامي في المدرسة، هذه المرحلة بمثابة مقدمة للأطفال إلى النظام الدراسي الرسمي وتعتبر جد مهمة لتطوير قدراتهم وتحضيرهم على الصعيدين الأكاديمي والاجتماعي تتميز الفترة التحضيرية بتركيزها على التعلم عن طريق اللعب ونشاطات تفاعلية أخرى تهدف إلى تنمية المهارات الأساسية مثل القدرة على الفهم والتحدث إضافة إلى ذلك يُعلم الأطفال في هذه المرحلة: الحروف الألوان الأشكال وغيرها. جاء تعريف التربية التحضيرية أو التعليم التحضيري في منهاج التربية التحضيرية كما يلي: هو القسم الذي يقبل فيه الأطفال المتراوح أعمارهم بين (4-6) سنوات في حجرات تختلف عن غيرها بتجهيزاتها ووسائلها البيداغوجية، كما أنّها المكان المؤسساتي الذي تنظر فيه المربية للطفل على أنّه ما زال طفلا وليس تلميذا وهي بذلك استمرارية للتربية الأسرية تحضير التمدرس في المرحلة المقبلة مكتسبا بذلك مبادئ القراءة والكتابة والحساب ، نخلص من هذا التعريف أنه يجب تخصيص حجرات خاصة تناسب هذه الفئة العمرية المستهدفة مجهزة بالوسائل البيداغوجية المناسبة وتستخدم أساليب تعليمية للأطفال في هذا السن تهدف إلى تنمية قدراتهم لأنها خطوة مهمة في رحلة التلميذ التعلمية والتنموية حيث يسعى لخلق بيئة داعمة تمكنه من الاستعداد الجيد لتحديات التعليمية المستقبلية. مؤسسات التعليم التحضيري في الجزائر: الكتاتيب: قامت الكتاتيب بمهمة تلقين وتحفيظ القرآن الكريم لأطفال وتعليم مبادئ القراءة والكتابة وقواعد السلوك. وإلى جانب مهمة التعلم، فالكتاتيب تمكن الطفل من تنمية الجانب الاجتماعي في شخصيته وذلك عن طريق الاتصال مع الآخرين. أمّا تركيبها المؤسساتي فهو عبارة عن حجرة أو حجرتين مفروشتين مفتوحة الواحدة لأخرى تضم عددا من البنات والبنين وتتراوح أعمارهم بين 4-5 سنوات فما فوق . المدارس القرآنية: الحضانة: وهي مؤسسة تربوية اجتماعية تستقبل الأطفال من عامين -ثالثة إلى أربعة سنوات، وهناك من يستقبل حتى الأطفال في شهرهم الأول، وتعتبر هذه المؤسسة، حيث تختص بالرعاية الصحية والغذائية للطفل، كما تكون هذه المؤسسة مجهزة بأدوات اللعب والتسلية وكذا التعليم إضافة إلى ربط أطفال الحضانة مع بعضهم بالعمل الجماعي حيث يمثل البيت الهادئ السعيد بالنسبة له . الروضة: هي فضاءات اجتماعية تربوية تحتضن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 02 إلى 05 سنوات، حيث توفر لهم الرعاية من الجوانب الجسمية، العقلية، الاجتماعية والحسية الحركية كما تعمل تزويدهم بالأنشطة التربوية والفنية والرياضية، وغالبا ما تكون ذات طابع خاص غير تابعة لأملاك الدولة. القسم التحضيري: يقبل الأطفال في التعليم التحضيري في سن الخامسة ، وذلك قبل أن ينتقلوا إلى المرحلة الابتدائية في سن السادسة تكون حصص التعليم في أقسام دراسية مجهزة بمواد ووسائل تعليمية ملائمة لهذه الفئة العمرية ، مع توفير العاب تعليمية وأنشطة تفاعلية لتشجيع الأطفال على التعلم من خلال اللعب. تطور التعليم التحضيري في الجزائر:التعليم التحضيري في الجزائر مر بمرحلتين: مرحلة ما قبل الاستقلال: استمرت المدارس القرآنية والكتاتيب على أداء وظيفتها الحضارية وفي مواجهة مشروع المعلمة الاستعمارية ذات الطابع التعليمي التبشيري وكذا المدارس النظامية العمومية التي اعتمدت القسم التحضيري المدمج قصد تقريب الأطفال إلى السنة الأولى ابتدائي. إذ كان يلتحق بها إلى أبناء الفرنسيين والقليل من أبناء الموالين للمستعمر، أما أبناء الجزائريين فلم يكن بمقدورهم الانضمام إليها أو الاستفادة منها، وكانت المناهج التي يحتويها رياض الأطفال طبق الأصل لما كان موجود في فرنسا، مرحلة ما بعد الاستقلال: بعد نيل الجزائر لاستقلالها، وجدت البلاد ضرورة ملحة لإصلاح نظام التعليم الذي خلفه الاستعمار، كانت هناك حاجة ماسة لهيكلة تربوية جديدة تتماشى مع القيم الجزائرية المسلمة وتحترم جذور الشعب وتراثه. في هذا الإطار، تم إلغاء رياض الأطفال التي كانت برامجها لا تتفق مع معايير الهوية الوطنية. وقد تولت القطاعات المهنية والاجتماعية مسؤولية المؤسسات التحضيرية التي بقيت تعمل بعد هذا التغيير إلى أن أصدرت أمرية في"16 أفريل1976 التي حددت الإطار القانوني ومهام وأهداف الاهتمام بالجانب التربوي لإنماء شخصية الطفل قبل الجانب المعرفي". في المجال البيداغوجي، مما يعكس إدراك الأهمية المتزايدة لمرحلة التربية التحضيرية. تلا ذلك إصدار مرجع تربوي في العام 1990 يشخص بدقة أهداف الأنشطة التعليمية، معالم شخصية الطفل في هذه المرحلة، برنامج الدروس المرغوب فيه، بالإضافة إلى ترتيبات فضاء الفصل التحضيري المادي. وفي تتمة لهذه الجهود، قدمت السلطات التربوية في العام 1996 دليلاً منهجياً مفصلاً للتعليم التحضيري، ما يعكس التحول في الرؤية من مجرد تعليم الأطفال إلى تربيتهم في إطار شمولي يتناول كافة جوانب نموه حيث نصت الوثيقة الرسمية التنظيمية والبيداغوجية على ما يلي: "أن الأطفال 4-5 سنوات يستفيدون من التعليم التحضيري يؤهلهم إلى الدخول إلى السنة الأولى من التعليم الأساسي سابقا وإلى استدراك جوانب النقص ومعالجتها بينما نص منهاج التربية التحضيرية الأخير على الاهتمام بالجانب التربوي لإنماء شخصية الطفل قبل الجانب المعرفي" . مهام ووظائف التربية التحضيرية: تُعرَّف هذه المرحلة بأنها عملية تعليمية تهدف إلى سد الفجوات المحتملة في التنشئة الأسرية وتجهيز الأطفال جيداً للانتقال إلى التعليم الأساسي. وبعد التعديلات التعليمية الأخيرة، هذا ما نصت عليه المادة 19 من قانون التشريعات لتربية التحضيرية ويتضمن إعداد الأطفال وتهيئتهم بـــــــــــــــ :