على نَسقِ مسيرةِ الشّيخِ زايدٍ -طَيَّبَ اللهُ ثَراهُ- في إقامةِ الصَّرحِ الاتِّحاديِّ الشّامخِ التّي استغرقَتْ 34 شَهرًامنذُ اللِّقاءِ الأوّلِ الّذي جمعَهُ بأخيهِ الشَّيخِ راشدِ بنِ سعيدٍ آلِ مكتومٍ -رَحِمَهُ اللهُ- في دُبيٍّ يومَ 18 فبراير منْ وانتهاءً بإعلانِ قيامِ الاتّحادِ يومَ الخميسِ في الثّاني منْ ديسمبر عامَ 1971 م، فقد بذلَ -رَحِمَهُاللهُ- جهودًا مُماثِلةً نظرًا للأخطارِ الّتي كانَتْ تُحيطُ بمنطقةِ الخليجِ العربيِّ،لوحدةِ العملِ الخليجيِّ العربيِّ بهدفِ تحقيقِ الأمنِ والاستقرارِ وتلبيةِ آمالِ وطموحاتِ شَعبِنا .التّاريخُ أَنصعَ صَفحاتِهِ لِقادةِ دولِ المجلسِ، ولاسيّما الشّيخُ زايدٌ والشّيخُ جابرُ الأحمدِ أميرُ دولةِ الكويتِ-رَحِمَهُما اللهُ- اللَّذينِ جَعلا منهُ حقيقةً نتيجةَ لقائِهِما الأوّلِ في أبوظبيٍ عامَ 1976 م،الفِكرَةِ وَتَمريرِها إِلى إِخْوَتِهما في دولِ الخليجِ العربيّة كُلّما سنحَت الفُرصةُسعى الشّيخُ زايدٌ -رَحِمَهُ اللهُ- وعلى مَدى سَنواتٍ للوصولِ بجامعةِ الدّولِ العربيّةِ ودولِها إلى موقفٍ ولكنْ بنسبٍ متفاوتةٍ منَ النّجاحِ لاختلافِ سياساتِها،نفسِهِ كانَ يَرى أَنَّ جَمْعَ عَددٍ أَقلَّ مِنَ الدّولِ الشّقيقَةِ في الخَليجِ العَربيِّ في إِطارٍ تعاونيٍّ قَدْ يكونُ مُنطلَقًا وَفي هذا السّياقِ يقولُ -رَحِمَهُ اللهُ - لِصَحيفةِ الدّيارِ اللُّبنانيّةِ عامَ 1974 م:«إِنَّ الوحدةَ الخَليجيّةَ حَقيقَةٌ واقِعَةٌ، لا مُجرَّدَ مُجامَلاتٍ شَكليّةٍ، لكنَّ التَّحقيقَ الفِعليَّ لِهذِهِ الوحدةِ يَتطلَّبُمُناقَشاتٍ هادِئةً وَمُتأنّيةً بِحَيثُ يَطمئنُّ كُلُّ مواطِنٍ مِنْ مواطِني الخَليجِ إِلى أَنَّ هذِهِ الوحدةَ في مَصلحتِهِ. وَأَنا لا أَتوقُ إِلّ إلى ما يَتمنّاهُ الجَميعُ . والعالَمُ عُمومًا. قالَ: حتّىالأَرضُ الّتي يُقيمونَ عَليها مُنذُ آلافِ السِّنينَ كانَتْ وحدةً مُتكامِلَةً عبرَ التّاريخِ .كانَ لِمشاكلِ الشّرقِ الأَوسطِ وَتعقيداتِها والانقلابِ على شاهِ إيرانَ، والحَربِ العِراقيّةِ الإيرانيّةِ -في رؤيَةِ بَلْ وَضَغطُها عَليهِمْ، وكانَتْ لِقاءاتُ القِمَمِ العَربيّةِ هي السّبيلُ وَكذلِكَ المُؤتَمراتُ الإسلاميّةُ وَعدمُ الانحيازِ. ولكنَّ دولَ العالَمِ العَربيِّ-تحديدًا- كانَتْ تَسودُها اتّجاهاتٌ مُتفاوِتةٌ وَمُتَغيّرةٌ بينَ فترةٍ وَأُخرى،